أخبار تونس تعتبر صناعة النسيج من الحرف اليدوية القديمة التي مكنت الإنسان من الاستفادة من المواد الطبيعية البيئية وتتجلى صناعة الزربية في هذا المجال من الأنشطة الحرفية الهامة التي ما انفكت تحظى باهتمام من الجهات المختصة. وقد انتظم صباح اليوم الثلاثاء 15 ديسمبر بفضاء دار المصدر يوم مفتوح بعنوان” مواكبة الحداثة في الزربية والحياكة” من تنظيم المركز الفني للابتكار والتجديد والإحاطة في الزربية والحياكة، وقد أشرف على افتتاح أشغاله السيد شكري المامغلي كاتب الدولة لدى وزير التجارة والصناعات التقليدية مكلف بالتجارة الخارجية. شارك في فعاليات هذا اللقاء السيدة جويدة القصطلي المديرة العامة للمركز وثلة من الباحثين الجامعيين وأصحاب المؤسسات الحرفية وحرفيين وأعضاء المركز وطلبة الاختصاص... وفي كلمة توجه بها السيد شكري المامغلي للحضور أكد أن المركز منذ إحداثه في 14 فيفيري، 2007 يعتبر قطبا حيويا هاما في مجال دعم الصناعات التقليدية وهو يترجم العناية التي ما فتئ سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يوليها لهذا القطاع باعتباره يساهم في تجذير الهوية الوطنية بصيانته للتراث الوطني. وأشار السيد كاتب الدولة إلى أن قطاع الصناعات التقليدية هو من ثوابت السياسة الوطنية التي تعتبر العنصر البشري حجر الأساس في التنمية وفي الرفع من القدرة التنافسية وإيجاد الهيكلة الأساسية من إحاطة وتأطير وهو ما انفك يدعم إشعاع تونس محليا وعلى مستوى دولي من خلال مجموعة من التظاهرات والمشاركات في مختلف الفعاليات./ وأكد السيد شكري المامغلي أن المركز يرحب بكل من يرغب في تحديث صناعة الزربية ودعمها في تونس حتى لا تندثر، كما يشجع أيضا كل الحرفيين والتجار الصغار والذين يرغبون في الحصول على تصاميم في صناعة الزربية المتواجدة على ذمتهم بالمركز. وبين السيد كاتب الدولة أن المركز يوثق للتراث الوطني في مجال صناعة الزربية وهو يلعب دورا هاما في إضفاء حيوية على القطاع باعتباره يتولى الإحاطة بالحرفيين ويساعدهم على تطوير طرق العمل في شتى مراحل العمل من كيفية إنتاج وتحسين جودة المنتوج والترويج. ولا تتوقف مهمة المركز عند هذا الحد، بل تتجاوزها إلى الحث على استعمال مواد أولية طبيعية تكرس سلامة البعد البيئي ولا تضر بصحة الإنسان وتحافظ على ديمومة المواد الطبيعة. كما نوه السيد كاتب الدولة بأهمية الشراكة التي يقيمها المركز الفني للابتكار والتجديد والإحاطة في الزربية والحياكة مع المؤسسات التربوية من جامعات ومدارس تكوين مهني والاستفادة من الخبرات العلمية والتكنولوجية لدى الباحثين والطلبة لتأمين اليقظة العلمية. ذلك ما أكدته السيدة جويدة القصطلي المديرة العامة للمركز والتي أكدت أن مختلف الدراسات توثق لهذه الصناعة والمركز لا يريد لهذه الصناعة أن تندثر ولذلك يحرص على مد يد المساعدة للحرفيين أساسا لتعصير طرق العمل والنهوض بالجودة، كما يسعى المركز إلى استغلال الثروات الوطنية من المواد الأولية. وقد اطلع السيد شكري مماغلي عند افتتاحه لأشغال هذا اليوم على بعض النماذج من الانتاجات اليدوية لحرفيين من مختلف الجهات ومختلف المواد الطبيعية المستعملة من خيط وصوف وبعض المنسوجات اليدوية الأخرى المستلهمة من صناعة الزربية وتعتمد أساسا على النسيج. وثمن السيد كاتب الدولة أهمية الحرفيات في بقاء ديمومة هذه الحرفة كما أن الديوان الوطني للصناعات التقليدية قام بالاتصال بالحرفيات المميزات في هذا المجال لمزيد دعم صلتهم بالديوان وحثهم على مزيد العمل وذلك على مستوى وطني وجهوي. وتم بالمناسبة تقديم مجموعة من المداخلات متنوعة الاهتمامات بحثت أساسا في “مهام المركز ونشاطه و أهمية “استعمال برمجيات خاصة بالزربية في مجال التصميم، التجربة والإضافة” و “الألياف الطبيعية بالصباغة الطبيعية” و”ابتكار تصاميم جديدة في الكليم والمرقوم”، كما تناولت أهمية انفتاح المركز على الخبرات الأخرى من ذلك مثلا تجربة التعاون التونسي الفرنسي في مجال تصميم الزربية والألوان والتعاون التونسي الإيراني في صباغة الأصواف وتقنيات الإنتاج. وكان اللقاء مناسبة فسحت المجال للطلبة للتعرف على مختلف الخدمات التي يوفرها المركز في إطار تشجيع الطاقات الشابة على الإقبال على هذه الحرفة وذلك بمنحهم تربصات مجانية لغاية إتمام دراستهم و إعداد مشاريع ختم الدروس وخاصة طلبة المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية ومدارس الفنون الجميلة. واختتم اللقاء بالتأكيد على أهمية حفظ مختلف الأنشطة الحرفية وخاصة الزربية التي تؤرخ للتراث الوطني ومختلف الأنشطة الحرفية الأخرى مثل الكليم والمرقوم والحنبل والقطيف والبخنوق والعجار والفليج وغيرها مما نسجت أيادي الأجداد كثير لخدمة هذا القطاع، فالثورة الرقمية يجب أن تكون في خدمة صناعة الزربية حتى تضمن لها حيويتها وديمومتها. وفي إجابة عن سؤال ل” أخبار تونس” إن كان للمركز وهو في سنواته الأولى من النشأة خطة بعث مجموعة من مراكز تكوين وإنتاج الزربية في الجهات، بالتنسيق مع مختلف الجمعيات، من ذلك مثلا الاتحاد الوطني للمرأة التونسية وفي إطار الاستفادة من خبرات المرأة الريفية في هذا المجال كيد عاملة لها دور كبير في التنمية، قالت السيدة جويدة القصطلي مديرة المركز الفني للابتكار والتجديد والإحاطة في الزربية والحياكة “أن المركز قد قام في هذا السياق بمجموعة من المبادرات وهو يواكب النشاط الحرفي في الجهات، لكن تبقى صعوبة تأقلم بعض الحرفيات مع التصاميم الجديدة قائمة ونحن نضاعف المجهودات في هذا السياق وذلك من التحديات التي سنعمل على تحقيقها في المرحلة القادمة”.