أخبار تونس أشرف السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية، صباح اليوم الأربعاء 16ديسمبر على افتتاح أشغال المؤتمر الدولي جيو تونس 2009 في دورته الرابعة حول : ” دراسة الموارد المائية والتصحر باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد والنمذجة الرقمية” وذلك بمركز تونس الدولي لتكنولوجيات البيئة. وقد تم ذلك بحضور الأستاذ الدكتور رينولد فرنسيس أبلار رئيس الإتحاد الدولي للجغرافيا والباحثة سمو الأميرة مشاعل آل سعود وهي عضو اللجنة العلمية للمؤتمر وعدد من الديبلوماسيين ومجموعة من الأخصائيين والخبراء الساهرين على رصد آخر التغيرات المناخية والظواهر الطبيعية والذين يشاركون في تأثيث فعاليات هذا المؤتمر العلمي والذي تنظمه الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي. وفي كلمة افتتاحية توجه بها السيد عبد السلام منصور إلى الحضور ثمن جهود الباحثين في دراسة الموارد المائية والتصحر بالإعتماد على أحدث التكنولوجيات الرقمية من نظم معلومات جغرافية وعلوم فضائية الذي يعكس مدى اهتمامهم بما يهدد الإنسانية جراء التغيرات المناخية والعمل الدؤوب على البحث من أجل العناية بالبيئة وإيجاد الحلول العلمية الملائمة للحد من تأثيرات المناخية على الموارد المائية والمكونات الزراعية. وأكد في كلمته على أن مشاركة الأخصائيين في هذا المؤتمر تعكس التفافهم حول القضايا المطروحة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ تعد المحافظة على البيئة والموارد الطبيعة ومكافحة التصحر من أمهات القضايا البيئية في هذه السنوات الأخيرة. وأشار إلى أن هذه القضايا هي من الخيارات الثابتة في استراتيجية تونس الإقتصادية والإجتماعية وبفضل إرادتها السياسية الثابتة بقيادة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي من أجل تحقيق تنمية مستديمة تكفل لأجيال الحاضر والمستقبل الإنتفاع بها. وعرج في كلمته على المؤشرات الإيجابية التي تقيم الدليل على نجاعة المقاربة التونسية ونجاحها في المحافظة على الأراضي الفلاحية وتعبئة الموارد المائية والاستغلال الرشيد لها. إذ أن تونس تسعى دوما إلى تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين جميع الدول بما يسمح بنقل التقنيات وتبادل التجارب الناجحة ولاسيما تقنيات وتكنولوجيات الجغرفة الرقمية وإرساء قيم الشراكة والتضامن الفاعل من أجل مكافحة التصحر ودعم التنمية المستديمة، كما أنها من الدول الأولى التي صادقت على الاتفاقيات البيئية الكونية ومنها الاتفاقية الأممية لمكافحة التصحر منذ سنة 1995. وفي إطار البرنامج الرئاسي للفترة 2009-2014 سيقع دعم منظومة اليقظة والرصد والإنذار المبكر وذلك من خلال بعث منظومة إنذار مناخي مبكر تعتمد النمذجة الرقمية وتأخذ بعين الاعتبار وبصفة مندمجة مختلف الظواهر الطبيعية على غرار الجفاف والفياضات وموجات الحر والعواصف وارتفاع مستوى البحر... أما فيما يتعلق بالموارد المائية فقد عرج السيد الوزير على عدة إجراءات رائدة تم القيام بها في هذا المجال تهدف إلى حفظ الثروات المائية باعتبارها ركيزة ودعامة التنمية وقد تمت تعبئة الكميات القصوى المتاحة من المياه لتلبية الاحتياجات الوطنية لاسيما في المجالات الفلاحية والصناعية والسياحية والاجتماعية. إذ تم مابين سنتي 1990و2001 تعبئة ما يعادل 4.213 مليار متر مكعب وإنجاز 21 سدا بتكلفة جملية قدرها 1400 مليون دينار. وذكر السيد عبد السلام منصور أن حماية البيئة ومختلف مواردها مسؤولية مشتركة وهي من القضايا الكبرى التي تتطلب تظافر الجهود أكثر من اي وقت مضى وبعث آليات أكثر نجاعة لتمويل البرامج والمشاريع ونقل التكنولوجيات والتجارب بين جميع الدول، وإحداث آليات ومراصد متطورة لليقظة والمتابعة والإنذار المبكر والمتابعة والتقييم... وهنأ بالمناسبة البروفيسور رينولد فرنسيس أبلار لحيازته على درع التميز العلمي للجمعية التونسية. وفي كلمة توجه بعا السيد أبلار رئيس الاتحاد الدولي للجغرافيين أعرب عن عميق امتنانه للحكومة التونسية وعلى رأسها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لمختلف الجهود التي يقوم بها لتحقيق التنمية في مختلف القطاعات وعلى اهتمامه بمختلف القضايا الراهنة في مجال استعمال الموارد المائية ومقاومة ظاهرة التصحر وتسخير كل الجهود لإنجاح مثل هذه اللقاءات الدولية ونوه في السياق نفسه بأهمية جهود الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي في تنظيمها لمؤتمر استقطب عدة باحثين من عدة بلدان من العالم. وتمثل المحافظة على الأراضي والمياه بمختلف أنحاء العالم تحديات هامة باعتبار الانعكاسات المتنامية على المستوى الدولي لظاهرة التصحر على الإنتاج الفلاحي والأمن الغذائي والصحة والأنشطة الاقتصادية والتنمية بصفة عامة حيث تهدد ظاهرة التصحر حوالي 46بالمائة من المساحة الجملية للقارة الإفريقية وهو ما يعادل 485 مليون ساكنا. هذا وستتواصل اشغال المؤتمر إلى غاية 20 من هذا الشهر بمشاركة دولية واسعة، إذ على هامش المحاضرات التي يشارك فيها مجموعة من الباحثين والأخصائيين في المجال البيئي، هناك خيمة تضم مجموعة من الأجنحة الهامة التي تعرف بأكبر الشركات العالمية التي تعنى برصد آخر التغيرات البيئية والجغرافية من رقمنة وأقمار صناعية واتصالات... وسيتم خلال موكب اختتام المؤتمر إسناد بقية الدروع إلى المشاركين المميزين في مجال البحث العلمي والمتعلق بالبيئة بالإضافة إلى الدرع الذي أسند إلى السيد رينولد فرنسيس أبلار رئيس الاتحاد الدولي لللجغرافيين وهو درع التميز العلمي، سيتم إسناد درع أفضل مركز دولي متخصص في دراسة المياه ودرع أفضل مؤسسة صناعية عالجت المياه وحافظت على البيئة. وفي كلمة ل” أخبار تونس” صرح السيد محمد العياري رئيس الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي ورئيس المؤتمر قائلا: ” إن التكريم هو تكريم لشخصيات علمية دولية أضافت للبحث العلمي والبحث الجغرافي ودافعت عن التواصل والحوار وقد تم اختيار البروفسيير أبلار من بين 30 شخصية للحصول على الدرع العلمي للجمعية وأفاد بأن 57 دولة تشارك في هذا المؤتمر وأشار إلى أن الجمعية وافقت على 152 بحث علمي من بين الأعمال العلمية المقدمة والتي وصلت إلى 600عمل علمي”.