أخبار تونس - في إطار سعيها إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وضمان مقوّمات المجتمع المتوازن، أقرت الدولة مجموعة من الانجازات التي تستهدف المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية. وفي هذا السياق يتنزل برنامج النهوض بالأحياء الشعبية المحيطة بالعاصمة والمدن الكبرى الذي يهدف إلى تأمين مقومات العيش الكريم للجميع والنهوض بأوضاع محدودي الدخل والفئات ذات الاحتياجات الخصوصية. ويحظى هذا الموضوع بالمتابعة من رئيس الدولة الذي أدرجه ضمن الأهداف النوعية لبرنامجه للمرحلة القادمة 2009-2014 لا سيما في البند الرابع مستوى عيش أفضل ونوعية حياة ارقي. ويذكر أن البرنامج في مرحلته الثانية 2010-2012 سيستفيد منه 200 ألف ساكنا بكلفة جملية قدرت ب150 ألف دينار ويهمّ 21 منطقة تشتمل 56 حيّا منها 41 حيا بولايات تونس الكبرى و18 حيا ب10 ولايات أخرى وسيستفيد من تدخلات هذا البرنامج حوالي 200 ألف ساكنا يقطنون بحوالي 40 ألف مسكن. وتقدر كلفة هذا البرنامج الإضافي ب149.7 مليون دينار وتتوزع عناصر التدخل ضمنه على 3 مستويات وهي أولا البنية الأساسية وتحسين السكن وثانيا التجهيزات والمرافق الجماعية وثالثا العناصر الاقتصادية والتكوين. ويشار إلى أن رئيس الدولة كان قد أذن يوم 9 ديسمبر 2006 بتنفيذ برنامج للنهوض بهذه الأحياء على امتداد 3 سنوات 2007-2009 تعزز ببرنامج إضافي يمتد من 2010 إلى 2012 تم الإعلان عنه في الذكرى الحادية والعشرين للتحول. ويندرج برنامج النهوض بالأحياء الشعبية ضمن أهداف البرنامج الرئاسي للرئيس بن علي للفترة 2009-2014 لا سيما في بنده الرابع “مستوى عيش أفضل ونوعية حياة أرقى”. ويشكل تنفيذ هذا البرنامج منعطفا في تدخلات صندوق 26/26 الذي يخصص جانبا هاما من موارده لتحسين محيط العيش بالأحياء الشعبية وتطوير مجالات التكوين والأنشطة المنتجة لمتساكنيها تجسيما لحرص رئيس الدولة على إضفاء النجاعة اللازمة على أداء هذه الآلية التضامنية حتى تعاضد جهود الدولة المتواصلة للنهوض بالفئات الضعيفة في الوسطين الريفي والحضري. وشمل البرنامج الرئاسي للإحاطة بالأحياء الشعبية حتى الآن انجاز مشاريع هامة في قطاع التطهير حيث سيمكن إلى موفى 2010 من ربط 236 حيا إضافيا بعد أن استفاد منه مليون ساكن يقطنون 672 حيا شعبيا إلى غاية سنة 2004 فضلا عن إقرار تطهير 28 حيا محيطا بتونس الكبرى و14 ولاية أخرى. ويمثل البرنامج إطارا متكاملا تتفاعل ضمنه هياكل الدولة والمجتمع المدني وسكان الأحياء لتنفيذ مختلف مكوناته وخاصة في ما يتعلق بالأنشطة المنتجة حيث تم إلى نوفمبر 2009 إحداث 4156 مشروعا اي ما يمثل نحو 80% من عدد المشاريع المبرمجة. وتستهدف التدخلات في هذا الإطار 82 حيا شعبيا يقطنها حوالي 366 ألف ساكن بمختلف الجهات من خلال تدعيم البنية الأساسية من طرقات وتطهير وتصريف مياه الأمطار وتنوير عمومي وتعزيز المرافق الجماعية وتحسين السكن ومزيد الإحاطة بشباب هذه الأحياء وإعدادهم للعمل ودعم التشغيل ببعث المشاريع المنتجة والمشغلة بالفضاءات الصناعية والاقتصادية والأحياء الحرفية المزمع إحداثها. والجدير بالذكر أنه إضافة إلى هذا البرنامج فقد قامت وكالة التهذيب والتجديد العمراني بتهذيب وتجديد أكثر من 780 حيا يقطنها حوالي مليوني ساكن موزعة على كامل تراب الجمهورية وبكلفة تقدر بحوالي 343 مليون دينار وذلك في إطار تنفيذ مشاريع وبرامج التهذيب العمراني. وفي هذا السياق تنطلق قريبا أشغال 3 مشاريع تهيئة ببلديات عميرة الفحول ومنزل النور والمصدور منزل حرب في إطار تنفيذ البرنامج الوطني لتهذيب الأحياء الشعبية بولاية المنستير. وقد أنجزت بالجهة 4 مشاريع لتهذيب الأحياء الشعبية بكلفة جملية بلغت مليون و408 ألف دينار ضمن البرامج الاستثمارية البلدية لسنة 2007 وذلك بكل من بلديات المنستير ولمطة ومنزل فارسى وبنى حسان. وتم تخصيص 4 ملايين و260 ألف دينار لانجاز 14 مشروعا لتهذيب أحياء شعبية على مستوى 14 منطقة بلدية أنجزت منها 6 مشاريع.