أخبار تونس كان جمهور مهرجان الضحك على موعد ليلة السبت 23 جانفي على بفضاء المسرح البلدي مع افتتاح الدورة الرابعة من عمر المهرجان وبعرض تونسي، مسرحية ” صنع في تونس ” (Made in Tunisia) بطولة الفنان الكوميدي لطفي العبدلي وإخراج الشاذلي العرفاوي. وقد قدم عرض الافتتاح الثنائي الممثل الفكاهي إيريك أنطوان والممثلة مرام بن عزيزة ليسلطا الضوء على أبرز العروض المبرمجة ضمن هذه الدورة والتي تشهد مشاركة تونسية وأجنبية، كما ذكر الثنائي بجديد الدورة والمتمثل في برمجة عروض على مستوى أربعة مسارح بثلاث ولايات: تونس وصفاقس وسوسة وستشهد مشاركة نخبة من الممثلين على غرار كمال التواتي ونصر الدين بن مختار وشارلوت قابريس وأنطوني كفانا... وقد أراد منظمو الدورة تكريم الفنان القدير الأمين النهدي باعتباره من أبرز مؤسسي مسرح الممثل الواحد او ما يعبر عنه ب ” الوان مان شو”. وتلألأت أنوار المسرح لتعطى إشارة انطلاق تداعيات الفنان لطفي العبدلي الفنية ويذكر أن أحداث العرض تدور أساسا حول تعاطي التونسي مع الأزمة المالية العالمية . ويذكر أن الفنان لطفي العبدلي نهل من مشارب التلميح والتصريح وقام الإضحاك عنده على تلازم القول والحركة مما أثر على نفسية المتلقي ورسم على شفاهه الابتسامة. كما تناول مجموعة من القضايا ذات الصلة بمناهج التعليم في الوسط التونسي، التكنولوجيات الحديثة، البطالة، الانحراف، مشاغل الشباب، صراع الأجيال، الفوارق الاجتماعية، الغربة، مفهوم النجومية، مفهوم الحرية.. سلسلة من القضايا نسجت في تناول طريف واستطاعت أن ترسم أطوار الضحك و تحققت بفضل التمكن من أسلوب و منهج طريفين مكناه من التواصل الحقيقي مع الجمهور والاستجابة لتطلعاته. فجدية الموضوع، وإن لامست المبالغة أحيانا، وطرافة شكله كانت جديرة بالمتابعة وشدت الجمهور على مدى أكثر من ساعتين سافر خلالهما المتلقي مع الواقع المعيش طورا ورؤية استشرافية طورا آخر، في رحلة تستمد فعاليتها من الماضي والحاضر وعلاقة ” الأنا ” ب ” الآخر”. وبراعة البطل في ” الوان مان شو ” تجلت في أكثر من موقف، إذ أن لطفي العبدلي استطاع أن يتبنى مجموعة من المواقف ويتلون في شكل شخوص عدة أبرزها شخصيات شعبية فهو العجوز وهو الفلاح وهو الطفل وهو الشاب وهو التونسي المهاجر وهو الفنان الذي يبحث عن النجومية، وهو الثري المتباهي بثرائه... كتابة ركحية مستلهمة من خارطة الحياة التونسية تنطلق من فكرة قدحتها الأزمة المالية وتداعياتها التي لم تؤثر على سلوك التونسي لتلهم الفنان فكرة كتابة نص درامي هزلي موغل في الجدل شخوصا ولغة وبناء وأسلوبا. وفي تصريح ل ” أخبار تونس ” عن مفردات الإضحاك وعلاقتها بالإمساك بحثيات البحث عن مفهوم الوجود وعلاقة الأنا بالآخر أكد الفنان لطفي العبدلي أن الواقع التونسي ألهمه عدة مواضيع كانت وراء ميلاد العمل المسرحي وقد ساعده في صنع الابتسامة اهتمامه بالواقع المعيش قولا وفعلا أي قربه من مشاغل التونسي فهو”ابن حومة “شعبية ولهذه “الحومة “مميزات جميلة. وبين أن هذه المسرحية برمجت لتميزها في صنف ” الوان مان شو” ومن المنتظر أن تقدم المزيد من العروض في تونس وفرنسا في الفترة القادمة.