افتتح يوم الأربعاء بالعاصمة اجتماع شبكة معاهد باستور لمنطقة المغرب العربي وإيران والتي تضم كلا من المغرب والجزائر وتونس وإيران.ويهدف هذا الاجتماع وهو الأول من نوعه وتتواصل أشغاله ثلاثة أيام إلى تقييم التقدم الحاصل في تنفيذ المشاريع المشتركة ودرس آفاق التعاون المستقبلي في المسائل ذات الأولوية سيما في مكافحة أمراض السل والكباد واللشمنيوز والأمراض الوراثية وصنع الأمصال المضادة للتسممات. كما يخصص لدرس مختلف فرص الشراكة بين المتدخلين في المنطقة من أجل تعزيز أنشطة البحث والإعلام والتنمية خصوصا على الصعيد المتوسطي إلى جانب بحث انجاز برامج في إطار الاتحاد من اجل المتوسط. وأكد السيد المنذر الزنايدي وزير الصحة العمومية لدى افتتاحه أشغال الاجتماع أهمية الدور الذي يضطلع به معهد باستور بتونس منذ تأسيسه سنة 1893 في مكافحة الأمراض المعدية مثمنا جهود هذه المؤسسة في القضاء على أمراض عديدة على غرار حمى التيفوييد والطاعون والجدري وهي جهود أفضت إلى الاختفاء النهائي مع منتصف القرن العشرين لبعض الأمراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى المستنقعات والرمد والبلهارسيا. كما مكنت برامج التلاقيح الوطنية التي تغطى 95 بالمائة من الأطفال من السيطرة على أمراض الحصبة والسل مما خفض نسبة الوفيات في صفوف الأطفال إلى 18 بالألف بعد أن كانت في حدود 200 بالألف مع بداية الاستقلال. وبين الوزير أن نجاحات الطب الوقائي في تونس تجد أفضل سند لها في الجهود الدؤوبة لدفع الطب العلاجي مبرزا بهذا الخصوص أوجه تطور قطاع الصحة والأهمية التي توليها الدولة لمجالات البحث العلمي من خلال قرار الرئيس زين العابدين بن على تخصيص نسبة 1 فاصل 25 بالمائة من الناتج المحلى الإجمالي لهذا القطاع الاستراتيجي مع موفي 2009 . وأشار السيد سارج ديغالي سفير فرنسابتونس إلى الأهمية التي يكتسيها هذا اللقاء في دفع التعاون المتوسطي مؤكدا أن تنظيم الاجتماع الاول لشبكة معاهد باستور لمنطقة المغرب العربي وإيران يعد مناسبة لتثمين النجاحات العديدة التي توفقت إليها تونس في قطاع الصحة. يذكر أن نحو 57 باحثا في معهد باستور بتونس يجرون بحوثا دقيقة حول الأمراض المعدية والاضطرابات المتعلقة بحالات التسمم. كما تعنى هذه البحوث بالتلاقيح الجديدة ووسائل التشخيص المناسبة للواقع المحلي. وفضلا عن الآفاق المفتوحة أمامه في مجال الشراكة مع القطب البيوتكنولوجي للصحة بسيدي ثابت يقيم معهد باستور بتونس علاقات تعاون متينة مع مؤسسات بحث على الصعيدين الوطني والدولي سيما في إطار الشبكة العالمية لمعاهد باستور ومنظمة الصحة العالمية ومجمع البحوث في بلدان الاتحاد الأوروبي وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتهتم أنشطة الشبكة التي تضم ثلاثين مؤسسة موزعة على القارات الخمس بالبحوث في مجال الصحة العمومية والتكوين مع التركيز على الأمراض المعدية التي تمثل عائقا أمام بلوغ أهداف الألفية ذات الصلة.كما تشمل الأنشطة التلاقيح الجديدة والمداواة والوقاية الصحية والمراقبة والبحوث الخاصة حول حالات مقاومة الأدوية المضادة للأمراض المعدية. وجرت جلسة الافتتاح بحضور السيدة نجوى ميلادي كاتبة الدولة المكلفة بالمؤسسات الاستشفائية وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية بتونس إلى جانب ممثلين عن الهياكل الوطنية المعنية وعن معهد باستور الفرنسي والمنظمة العالمية للصحة والاتحاد الأوروبي.