أكرم الرئيس زين العابدين بن على خلال الموكب الذي انتظم يوم الخميس بالقيروان بمناسبة الاحتفال بيوم الثقافة واختتام برامج الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009 ثلة من المبدعين ورجال الثقافة والإعلام ممن تميزوا بأعمالهم في مختلف مجالات الفكر والفنون والصحافة. وألقى رئيس الدولة بهذه المناسبة خطابا أكد فيه أن تونس وضعت مشروعا حضاريا شاملا ومتكاملا أصبحت فيه الثقافة قاعدة التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية مبينا أن ممارسة النشاط الثقافي والإنتاج فيه والاستفادة منه والاستماع به يعد حقا أساسيا من حقوق الإنسان باعتبار الإنسان الثروة الأكبر للبلاد ورصيدها الأبقى. وأشار إلى أن البرنامج الرئاسي للسنوات الخمس القادمة تضمن عديد العناصر ذات العلاقة المباشرة بواقع العمل الثقافي ومستقبله القريب والبعيد ومن بينها إقامة خماسية الثقافة 2009-2014 . وأذن رئيس الدولة في هذا الصدد بان تكون سنة 2010 سنة السينما يقع خلالها البحث عن السبل الكفيلة للنهوض بهذا القطاع إبداعا وتمويلا وإنتاجا وتوزيعا. وبين رئيس الدولة أن تجربة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية خلال السنة المنقضية كانت تجربة ناجحة على كل المستويات بما يعزز فكرة العواصم الثقافية والحاجة إلى دعمها ونشرها من اجل دعم الحوار الثقافي والتواصل الحضارى بين الشعوب وتأكيدا للحرص على أن تبقى حضارة القيروان قائمة في المؤسسات أذن سيادة الرئيس وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بوضع برنامج تعهد وصيانة متواصل لجميع المعالم الأثرية والتاريخية لمدينة القيروان والإسراع بانجاز الجزء الثانى من متحف الفنون الإسلامية برقادة وتأهيل فسقيات الأغالبة تأهيلا شاملا باعتبارها إحدى الشواهد القوية على تقدم فن الهندسة المعمارية الإسلامية بهذه الربوع . كما أذن بجملة من الإجراءات الأخرى تتعلق بالخصوص بالشروع في استثمار نتائج الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة التي دارت طوال سنة 2009 وبإصدار كراس شروط موحد وشامل لشؤون الكتاب فضلا عن تحويل مهرجان الموسيقى التونسية إلى أيام قرطاج الموسيقية وتواصل الاحتفاء بأعلام تونس المبدعين . ودعا بالمناسبة إلى الإسراع بوضع خطة وطنية لتأهيل المتاحف والمواقع الأثرية وصيانتها وإيلاء الرصيد الوطني من المخطوطات ما يستحق من عناية وصيانة ثم تولى الرئيس زين العابدين بن على تقليد ثلة من رجال الثقافة والفنون والإعلام الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة . كما سلم الجائزة المغاربية للثقافة بعنوان سنة 2009 إلى السيد محمد بنيس شاعر وكاتب ومفكر مغربي من ابرز رموز الحداثة في الثقافة العربية . وتولى سيادة الرئيس كذلك تسليم الجوائز التقديرية في ميادين الآداب والفنون. وأكرم رئيس الدولة السيد مراد الزغلامى بإسناده الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية وذلك تقديرا لانجازاته المعمارية بالمزاوجة بين الأنماط الأصيلة والتراثية . كما أكرم الدكتور عبد الرزاق بنور بإسناده الجائزة الوطنية للترجمة لتميزه بترجمة العديد من الكتب الهامة. ثم تولى سيادة الرئيس إسناد جائزة أكثر دار ثقافة تميزا إلى دار الثقافة بسيدي علوان من ولاية المهدية وجائزة أفضل مؤسسة اقتصادية تتميز بنشاطها الثقافي إلى الشركة التونسية للكهرباء والغاز وتكريما للصحافيين والإعلاميين سلم الرئيس زين العابدين بن على جائزتي الهادي العبيدى والطاهر الحداد بعنوان سنة 2009. وجرى هذا الموكب بحضور الوزير الأول وأعضاء الحكومة ورئيس مجلس المستشارين والأمناء العامين للأحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية وجمع من رجالات الثقافة والإعلام. كما حضره سفراء البلدان العربية والإسلامية المعتمدون بتونس وعدد من الضيوف من هذه البلدان المشاركون في تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009 . وكان الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة القى في مستهل الموكب كلمة اعرب فيها عن عميق الامتنان للرئيس زين العابدين بن علي لعنايته بالانشطة العديدة والمتنوعة التي انجزت في اطار احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية. وذكر بان هذه الانشطة التي تمثلت في تنظيم مؤتمرات دولية رفيعة المستوى وندوات متخصصة عالجت قضايا تشغل الراى العام العالمى هى صورة مشرقة الملامح لجوانب من اهتمامات سيادة الرئيس الذى احاطها برعايته السامية وتفضل بافتتاح عدد منها في قصر قرطاج. وبين ان عدد هذه الانشطة بلغ ما يزيد عن 150 نشاطا بما يجعل القيروان تسجل تفوقا كبيرا مقارنة بالعواصم الاخرى التي تم الاحتفاء بها منذ شروع المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة في تنفيذ هذا البرنامج سنة 2005. واوضح المدير العام للايسيسكو ان الهدف من اختيار القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية للسنة الماضية تمثل في تجديد الدور الثقافى والحضارى التاريخي لهذه المدينة العريقة التي كانت منطلقا للدعوة الاسلامية ومركزا للحضارة الاسلامية ومصدرا للتنوير الفكرى والاشعاع الثقافى وللمعرفة العلمية والادبية على مر العصور فضلا عن توثيق وشائج التمازج والترابط بين عواصم الثقافة الاسلامية الاخرى فى اسيا وافريقيا. وافاد ان تجديد الدور الثقافى والحضارى التاريخى لمدينة القيروان يعد في الوقت نفسه تجديدا للرسالة الحضارية السامية التي تنهض بها تونس والتي تغطى كافة المجالات. واكد ان تزامن ذكرى المولد النبوى الشريف مع اختتام احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية ومع الاحتفال باليوم الوطني للثقافة يترجم معانى الوفاء لقيم الحضارة الاسلامية والاعتزاز بالانتماء الى الثقافة الاسلامية.