أكد الأستاذ محمد مسعود ادريس خلال محاضرة قدمها مساء الأربعاء بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون بالعاصمة بعنوان “متى عرف التونسيون المسرح” أن المسرح دخل إلى تونس في أوائل عهد الحماية الفرنسية حيث كانت تقدم عروض للباي تؤمنها فرق قادمة من مصر. وشهدت العروض التونسية انطلاقتها مع ولع اليهود المقيمين ببلادنا بهذا الفن وذلك منذ سنة 1902 فكانت العروض المسرحية ترافق العروض الموسيقية التي تحتضنها منطقة حلق الوادي . وأشار المحاضر إلى أن الصحافة التونسية ساهمت من جهتها في التعريف بالمسرح هذا الفن الجديد الذي اختلف التونسيون حوله في ذلك الوقت بين مؤيد ورافض حيث خصص محمود بورقيبة صفحة كاملة من جريدة”الوزير” سنة 1910لتقديم المسرحيات ونقدها من حيث أداء الممثلين والنص والإخراج . من جهته حرص صاحب جريدة “الزمان” احمد بن نيس على نشر لقاءات مع الممثلين للتعريف بواهبهم وأعمالهم . وفي سنة 1909 ظهرت فرق هاوية سعت من خلال عروضها المسرحية إلى التحريض على مقاومة المستعمر مستعملة في ذلك اللغة العربية الفصحى والمواضيع الوطنية التي تحث المتفرج على الاعتزاز بعروبته ولغته وأصالته وانتشرت هذه الفرق في الكثير من المدن والقرى داخل الجمهورية. أما الاحتراف في المسرح فقد ظهر في بداية الخمسينات من القرن العشرين بانبعاث فرقة بلدية تونس التي عرفت بجودة إنتاجها ووفرته كما شهدت تلك الفترة إحداث مدرسة التمثيل العربي التي كانت في بداية عهدها مدرسة حرة ثم أصبحت في ما بعد المعهد العالي للفنون المسرحية. ويعتبر المسرح التونسي الذي يحتفي هذه السنة بمرور مائة سنة على تأسيسه من ابرز المسارح العربية حيث تتنوع في صلبه التجارب المسرحية المستوحاة من التراث الوطني الأصيل ومن مدارس الفن الرابع العالمية وتعبر هذه التجارب في مجملها عن مشاغل المواطن التونسي وتطلعاته .