شكل البحث في سبل إرساء شراكة إستراتيجية بين تونس والبرازيل الحريف السادس والمزود السابع عشر بالنسبة لتونس محور اللقاء الذي انتظم اليوم الخميس بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية .ويشارك في هذا اللقاء وفد برازيلي يضم ممثلين عن مؤسسات تنشط في قطاعات الصناعات الغذائية والإعلامية والآلات والتجهيزات والنسيج والأحذية والسيارات وقطع غيار السيارات والتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال والبناء والطاقة . وأعرب السيد عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة في افتتاح هذا اللقاء عن ارتياحه لاهتمام المؤسسة البرازيلية “فال” للاستثمار في تونس من خلال المساهمة في طلب العروض المتعلق بمشروع الفسفاط بسراورتان . وبين أهمية دعم علاقات التعاون مع البرازيل البلد الذي يلعب دورا هاما ضمن المفاوضات التجارية الجارية على مستوى المنظمة العالمية للتجارة . وأكد أن تونس أقرت برنامجا متكاملا للتأهيل سمح بتحسين القدرة التنافسية للبلاد والارتقاء بمستوى اعتماد التكنولوجيات الحديثة داخل المؤسسات الاقتصادية وفق ما تؤكده مختلف التقارير الدولية . علما وان التقرير العالمي بشان التنافسية “دافوس” صنف تونس في المرتبة 36 من بين 134 بلدا على أساس التنافسية الشاملة. ويتأتى ذلك من “تنافسية أسعار” وكذلك “خارج الأسعار” اعتمادا على آجال تسليم جد قصيرة وعلى جودة المنتوجات والأنظمة والقرب الجغرافي والثقافي من أوروبا . وتعد تونس اليوم التي دخلت مع الاتحاد الأوروبي في منطقة للتبادل الحر منذ شهر جانفي سنة 2008 أكثر من ألفي مؤسسة صناعية دولية أي أكبر عدد من المؤسسات الأوروبية المنتصبة ببلد جنوب “ميدا” . وتعتبر تونس كذلك المصدر الصناعي الأول في المنطقة باتجاه الاتحاد الأوروبي . وبين السيد عفيف شلبي المزايا التي تتمتع بها تونس ومنها توفرها على 120 منطقة صناعية و10 أقطاب تكنولوجية تمثل أداة جديدة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية المباشرة إضافة إلى 20 خط بحري و166 رحلة جوية منتظمة تصل تونس بأوروبا يوميا وبنية اتصالات مرقمة كليا مع تعميم الألياف البصرية والانترنات ذات السعة العالية . وأضاف أنه بفضل هذه الامتيازات فان تونس تطمح إلى تعزيز تموقعها كقاعدة تكنولوجية دولية للإنتاج والخدمات الصناعية . وأفاد رجال الأعمال البرازيليين المشاركين في هذا اللقاء بأنه تم انجاز 30 دراسة مكنت من تشخيص عدد كبير من الأفكار الخاصة بمشاريع الشراكة . وأشار السيد ميغال جورج وزير التنمية والصناعة والتجارة الخارجية البرازيلي الذي يترأس الوفد الاقتصادي لبلاده إلى تونس إلى مكانة البرازيل اقتصاديا على الصعيد الدولي مذكرا أنها خامس اكبر دولة وثالث منتج للأحذية والخامس في مجال الصناعات الغذائية والعاشر في إنتاج الفولاذ . وأكد الفرص القائمة في ما يتعلق بالمبادلات التجارية ومنها ما يهم الصادرات البرازيلية إلى تونس على غرار زيت النفط والقطن والمعدات الالكترونية وعربات النقل وتجهيزات الاتصال والأدوية والنسيج والجلد والورق . وفي ما يخص مبيعات تونس إلى البرازيل أشار إلى توفر العديد من الفرص في هذا الخصوص مؤكدا إن الإمكانيات المتاحة تشمل ميادين النسيج وزيت الزيتون والتجهيزات الالكترونية والأحذية والتمور والأسمدة. وعبر السيد الهادى الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في تدخله عن رغبة تونس في ان تكون الشريك المميز للبرازيل في المنطقة المتوسطية في نطاق شراكة مجزية للطرفين . وذكر بان البرازيل “التي تعد مستودع العالم بالنسبة إلى المواد الأولية” تحتضن عددا هاما من السكان ذوى الأصول العربية وهي إحدى اكبر القوى في القرن 21 التي أرست تحالفات إستراتيجية مع البلدان الصاعدة انطلاقا من بلدان قارتها وصولا إلى بلدان جنوب إفريقيا ومرورا ببلدان آسيا . ولاحظ أن تونس بدورها توفر منفذا مباشرا إلى حوض يضم أكثر من 400 مليون مستهلك ينتمون إلى أوروبا والمنطقة المتوسطية وإفريقيا . وشدد على الامتيازات التي توفرها تونس ولا سيما منها مناخ الأعمال الملائم جدا للاستثمار الخارجي . وقد انتظم يوم الشراكة التونسي البرازيلي ببادرة من منظمة الأعراف التونسية بالتعاون مع سفارة البرازيل بتونس وغرفة التجارة العربية البرازيلية . وللتذكير فان حجم المبادلات التجارية التونسية البرازيلية سجل تطورا من 260 مليون دولار “ما يعادل 359 مليون دينار” خلال سنة 2005 إلى 600 مليون دولار حاليا “حوالي 828 مليون دينار” . وتتمثل الصادرات من السماد ما بين 50 و60 بالمائة من الصادرات التونسية نحو البرازيل.