أخبار تونس – تشهد العلاقات التونسيةالإماراتية حركية ايجابية حيث تقوم العلاقات الثنائية على التعاون في مختلف المجالات لاسيما ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية وفي هذا الإطار تتنزل الزيارة التي أداها السيد حنيف حسن علي وزير الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تونس من 15 إلى 18 مارس 2010 حيث كانت له لقاءات مع كل من السيد محمد الغنوشي الوزير الأول والسيد الناصر الغربي وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج علاوة على إجرائه لزيارات إلى مؤسسات صحية . ومثلت اللقاءات التي أجراها في تونس فرصة لاستعراض علاقات التعاون التونسي الامارتي وسبل مزيد تعزيزها خاصة في القطاع الصحي كما أبدى الضيف الإماراتي اهتماما بالفرص المتاحة بتونس في مجالي صناعة الأدوية والسياحة الاستشفائية. كما نوّه في هذا السياق بجودة الخدمات الطبية التونسية وكفاءة الإطارات العاملة بالقطاع وجرت المقابلة بحضور وزير الصحة العمومية وسفير الإمارات العربية المتحدةبتونس. وفي سياق إطلاعه على القطاع الصحي في تونس أجرى السيد حنيف حسن زيارة ميدانية لعدد من المؤسسات العلمية والاستشفائية للتعرف على ما حققه القطاع الصحي في تونس من تطور هام على مستوى البنية الأساسية والكفاءات المختصة وجودة الخدمات حيث زار المدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بالعاصمة التي يؤمها 2746 طالب، إذ قدمت له بسطة عن مختلف اختصاصاتها العلمية على غرار التبنيج والإنعاش والبيولوجيا وحفظ الصحة والتصوير الطبي ورعاية الأطفال. وشملت الزيارة أيضا معهد باستور حيث جرى الإطلاع على مهام هذه المؤسسة البحثية المحدثة سنة 1893 وما يتوفر بها من مخابر حديثة متعددة الاختصاصات فضلا عن انجازاتها في مجال البحوث العلمية. وكان الوزير الضيف قد اطلع على خصوصيات قطاع العلاج بمياه البحر في تونس الذي يستقطب سنويا أكثر من 170 ألف سائح إضافة إلى دوره في تنويع وإثراء المنتوج السياحي الوطني حيث عاين أبرز مكونات محطة المعالجة بمياه البحر بالحمامات (ولاية نابل) التابعة للقطاع الخاص وما تسديه من خدمات راقية ومتنوعة تؤمنها كفاءات تونسية مختصة. وفي السياق ذاته زار الوزير الإماراتي مركز البحوث والصحة الإنجابية بأريانة التابع للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري متعرفا على الخدمات الوقائية والعلاجية وأوجه التعاون الإقليمي والدولي في مجال تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية. وشملت الزيارة أيضا مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس حيث تم الإطلاع على مكونات هذه المؤسسة الاستشفائية الحديثة وتجهيزاتها المتطورة ومجالات تدخلها الاسعافية كما أتاحت فرصة التعرف على نشاط مخابر لتصنيع الأدوية ومصحة تابعة للقطاع الخاص بمنطقة البحيرة فضلا عن الأنشطة البحثية والتعليمية لكلية الطب بتونس. وفي ختام سلسلة زياراته للمنشآت الصحية في تونس أكد الوزير الإماراتي رغبة بلاده في العمل على تطوير برنامج مشترك للتعاون في المجال الصحي للاستفادة من التجربة والخبرات التونسية وإمكانية إبرام اتفاقيات توأمة بين المؤسسات الاستشفائية في كلا البلدين. وفضلا عن إطلاعه على التطور الذي يشهده القطاع الصحي في تونس كان للوزير الإماراتي لقاء مع وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والمواطنين بالخارج حيث تم استعراض علاقات التعاون بين البلدين. وبالمناسبة استعرض السيد الناصر الغربي وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والمواطنين بالخارج مقومات السياسة الاجتماعية في تونس ومجالات تدخل الوزارة لاسيما في مجال النهوض بالفئات ذات الاحتياجات الخصوصية والضمان الاجتماعي والتضامن والعلاقات المهنية، مبرزا أهمية البعد الاجتماعي في تعزيز مجالات التعاون الفني. ومن جانبه أعرب الوزير الإماراتي عن ارتياحه للتطور المتواصل الذي يشهده التعاون الثنائي في الميدان الاجتماعي مؤكدا الرغبة في مزيد تعزيزه من خلال تبادل الزيارات والخبرات حتى تستفيد دولة الإمارات العربية المتحدة من الكفاءات التونسية المختصة. ويشار إلى أن هذه الزيارة تمثل لبنة جديدة في علاقات التعاون القائمة بين البلدين خاصة وأنه تم التوقيع سنة 2008 على ثمانية اتفاقيات تعاون كإضافة جديدة في مسيرة العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين.