أخبار تونس -أصدرت “دار “أليف” منشورات المتوسط بالتعاون مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية كتابا جديدا بعنوان “صناعة النحاس” من تأليف الباحث في التراث التقليدي الدكتور الناصر البقلوطي وهو أول مؤلف يتم نشره ضمن سلسلة “كتاب الحرفي” التي تضم 18 كتابا ستتناول أهم المواد والصنائع مثل صناعة الفضة والطين والخزف والألياف النباتية والحديد والحرير والصوف والكتان والبلور والحجارة والجلد.. ويتألف الكتاب ثنائي اللغة (عربي – فرنسي) من 165 صفحة قسمت على 6 فصول وبعد مقدمة الكتاب وفصل بعنوان” صناعة النحاس، صناعة حضرية: التموقع المجالي والطوائف المهنية” تناول المؤلف 5 جذاذات مرفقة برسوم فنية لأوعية الماء وأوعية النار وأوعية التغذية وأوعية الإنارة بالإضافة إلى بقية الأوعية المختلفة مثل المهراس و”القطّار” والمرش والمكاييل... ويتوجه الكتاب الذي يتزامن إصداره مع فعاليات الدورة 27 لصالون الابتكار في الصناعات التقليدية إلى الأساتذة والطلبة والباحثين والحرفيين و كل المولعين بالصناعات التقليدية لا سيما وأنه يتضمن معلومات دقيقة حول أصول صناعة النحاس ومادتها وطرق وأدوات صناعتها كما يتتبع الكتاب توزع مهن النحاس بالتراب التونسي من خلال صور للقطع ووصف يعرف بهويتها ورسوم هندسية توضح المقاسات وتفاصيل الزخارف وفق ما جاء في تقديم المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية محمد بوسعيد. أنجز صور الكتاب المصور الفوتغرافي الناشر محمد صالح بالطيب ونفذ الرسوم الفنية والتصاميم ثلة من الفنيين من الديوان الوطني للصناعات التقليدية. يرجع المؤلف أصول صناعة النحاس التقليدية أو”الصٌّفر” أي النحاس الجيد إلى العهد الأغلبي، حيث ازدهرت خاصة بمدن تونس والقيروان وصفاقس ثم تم احكام نظام هذه الصناعة وتوطيد نفوذها في عهد الدولة الحفصية في نظام هرمي الشكل يرتكز على تراتب حرفي ثلاثي مقنن ومظبوط عرفيا يتمثل في وجود ثلاث درجات مهنية مبنية على مدى حذق فنون الحرفة: “المعلم” و”القلفة” و”الصانع” ويخضع هذا النظام إلى سلطة نقيب الطائفة “الأمين”. كما انتشرت محلات صناعة النحاس وتطريقه بعديد الحواضر التونسية في محلات تعرف ب “القزادرية” ويبدأ الحرفي عادة برسم الأشكال وتخطيط القطعة المزمع صنعها فوق طبقة من النحاس تسمى “فضلة” ثم يقص تلك الاشكال المرسومة ويشرع في عملية “التغريق” أي طرق النحاس وتشكيل الآنية عبر طرق مختلفة حسب نوعية الآلة. ويركز المؤلف في كتابه على مفهوم “القصدرة” كعملية ضرورية تسمح باستعمال الآنية المصنوعة في الطبخ والأكل وبعض الاغراض الأخرى قصد حماية النحاس من الصدأ وإضافة إلى ذلك تعطي للآنية مظهرا أبيض اللون براقا... كما يشمل الكتاب ثبتا لأسماء أواني في غاية الأناقة والجمال مرفقة بصور لهذه الأواني التي لم تعد في مجملها مستعملة إلا نادرا مثل الأباريق والأسطل و”الطفالات” و”الشربيات”والمباخر والصحون و”الكروانات” و”السكريات” والقصاع والشمعدانات والقناديل وغيرها من الأواني ذات الزخرفة البديعة. ومن المنتظر أن تصدر “دار أليف” بين سنتي 2010 و2011 مجموعة من الكتب ضمن السلسة التي يشرف عليها علميا وينسقها الدكتور عبد العزيز الدولاتلي, 4 اصدارات جديدة هي “صناعة الحلي الفضية” و”صناعة الفخار” و”صناعة الخزف” و”صناعة الألياف النباتية”، وزيادة عن الأهداف الوثائقية والبيداغوجية تسعى سلسلة “كتاب الحرفي” الى نشر المعرفة الحرفية على أوسع نطاق والمساهمة في الحفاظ على ذاكرة اليد الحرفية الماهرة والتقاليد التونسية.