أخبار تونس – احتضنت قاعة “الفن الرابع” بالعاصمة يوم الأربعاء 24 مارس 2010 العرض الأول الخاص بمسرحية “التونسي.كوم”Ettounsi.com للممثل الكوميدي جعفر القاسمي والمسرحية من انتاج شركة “التونسية للانتاج”. وتتمحور مسرحية “التونسي.كوم” التي كتب نصها الاعلامي نوفل الورتاني حول مدى تأثير تكنولوجيات الاتصال الحديثة والآلات الرقمية على المواطن التونسي مما يدفع إلى طرح سؤال ما هي الحدود الفاصلة بين الواقعي والافتراضي في الحياة. العرض من نوع مسرح الممثل الواحد OneManShow يتقمص فيه الممثل جعفر القاسمي عدة شخصيات وأدوار على الخشبة بطريقة ساخرة وفكهة لا سيما وأن المخرج صحبي عمر سعى إلى تقديم رؤية اخراجية تتماشى مع النص المسرحي المبتكر الذي ينطلق من تفاصيل المعيش اليومي للناس وخاصة السلوكيات المتعلقة بالادمان في التعاطي مع الاجهزة الرقمية العصرية والاستهلاك المشط لما تبثه الانترنيت والفضائيات الرقمية. ومثلما يظهر من عنوان هذا العمل المسرحي الجديد “التونسي.كوم” فإن شخصية المواطن التونسي اليوم هي مدار الحوار عبر سرد مشاهد متقطعة من حياة عائلة تونسية تغير مكان اقامتها من حي شعبي لتقطن أحد الأحياء الراقية فتفاجأ بالنسق السريع للحياة وهيمنة الجانب الافتراضي على جوانب مهمة من الحياة. ويكشف الممثل على الخشبة أن الظاهرة التي تعيشها هذه الأسرة أصبحت معممة ومتواترة لدى شرائح هامة من المجتمع سيما العنصر الشبابي ويستعرض الممثل هذه العينات طيلة العرض في زي واحد متشح بالبياض مستعينا بعناصر الاضاءة المتراقصة ومتعددة الالوان والموسيقى الصاخبة سريعة الايقاع فضلا عن الحركات الجسمانية الروبوتية التي تتخلل العرض. أما المعجم المهيمن على الحوار والمونولوج فهو مستمد من الألفاظ المتداولة في عالم الحواسيب وميادين الانترنيت والبرمجيات والوسائط المتعددة مثل عناوين البريد الالكتروني وملفات التخاطب الهاتفي عبر الشبكة العنكبوتية والمدونات والمواقع التفاعلية وغيرها من المصطلحات الكونية ذات العلاقة بالأنظمة التكنولوجية الحديثة. وكثف الممثل في آدائه من تشخيص الجماد أو أجزاء من الجسم البشري قصد توظيفها كعنصر إضحاك مثل الحوار الطريف بين المعدة و”الحلقوم” مما جعل جمهور قاعة الفن الرابع يغرق في الضحك لفترات طويلة. ومن المنتظر أن يكون الجمهور العريض لفن الممثل الواحد على موعد مع مشاهدة مسرحية “التونسي.كوم” بداية من يوم 31 مارس الجاري بفضاء المسرح البلدي.