عقد مجلس الوزراء اجتماعه صباح اليوم الأربعاء بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي.واهتم رئيس الدولة في بداية الاجتماع بحصيلة أعمال اللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة تداعيات الأزمة المالية العالمية خلال الفترة الأخيرة مؤكدا ما يوليه من أهمية لاستنتاجات اللجنة بخصوص التطورات الاقتصادية العالمية. وأسدى الرئيس بن علي تعليماته بتعزيز الإحاطة بالمؤسسات التي قد تواجه بعض الصعوبات جراء الأزمة وذلك خاصة على مستوى الجهات. ثم نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بتعديل بعض إحكام مجلة الشركات التجارية وإتمامها. ويهدف إلى تحديث قانون الشركات وتحسين مناخ الاستثمار بغية تحقيق الموازنة بين اعتبارات النجاعة والفاعلية في سير دواليب الشركات التجارية عامة والشركات خفية الاسم بوجه خاص وحماية حقوق المساهمين الأساسية ولاسيما حقهم في الاطلاع وفي التقاضي. ويندرج هذا المشروع في إطار مواصلة المجهود الهادف إلى تطوير واستكمال التشريع المتعلق بالشركات التجارية سعيا إلى ضمان إدارة رشيدة تراعي مقتضيات المرونة مع المحافظة على شفافية المعاملات والعمليات داخل الشركات وضمان حقوق أقلية المساهمين الذين أصبحوا يضطلعون بدور متزايد في تمويل الاقتصاد الوطني. وفي إطار الحرص على دعم نشاط قطاع الصيد البحري وضمان ديمومته نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بنظام الراحة البيولوجية في قطاع الصيد البحري وبتمويلها وتتمثل هذه الراحة في توقيف نشاط أو عدة أنشطة صيد بحري وجوبا لفترة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أشهر قابلة للتجديد بمناطق بحرية مهددة بكثافة الاستغلال أو بتقلص ثرواتها البحرية الحية. ويتم تمويل نظام الراحة البيولوجية عن طريق صندوق تنمية القدرة التنافسية في قطاع الفلاحة الذي يقوم بإسناد مساعدات مادية للعاملين في القطاع خلال الراحة البيولوجية. ونظر المجلس بعد ذلك في مشروعي قانونين يتعلقان بالموافقة على بروتوكولين يهمان اتفاقية الطيران المدني الدولي خاصة وان تونس هي عضو في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي وتضطلع بدور فاعل في نشاطه. واستمع المجلس إثر ذلك إلى بيان حول وضعية سوق الشغل بالنسبة إلى كامل سنة 2008 من خلال نشاط مكاتب التشغيل والعمل المستقل والتي تفيد بحصول تطور بنسبة 12 بالمائة في عدد المدمجين إذ تم إدماج 166 ألف طالب شغل سواء عبر التشغيل المباشر أو عن طريق برامج التشغيل مقابل 147 ألفا خلال سنة 2007. كما سجل عدد المدمجين من خريجي الجامعات تطورا بنسبة 17 بالمائة إذ تم إدماج 55 ألف حامل لشهادة عليا سنة 2008 مقابل 47 ألفا سنة 2007 وهو ما يمثل نسبة 33 بالمائة من مجموع المدمجين. وقد تم تسجيل 118 ألف منتفع ببرامج الصندوق الوطني للتشغيل 21/21 ووفرت تربصات الإعداد للحياة المهنية الموجهة إلى حاملي شهادات التعليم العالي 37 ألف تربص بالمؤسسات. وتابع المجلس تقدم تنفيذ الهيكلة الجديدة لبرامج التشغيل التي كان أذن بها رئيس الدولة يوم 2 جانفي الماضي والتي ستمكن من مزيد تصويب هذه البرامج نحو الفئات المستحقة والرفع من عدد المنتفعين بها وتبسيط إجراءاتها. واستمع المجلس إلى بيان حول تدخلات البنك التونسي للتضامن لسنة 2008 جاء فيه أن البنك صادق على إسناد 11234 قرضا مقابل 10281 خلال سنة 2007 كما بلغت حصيلة القروض الصغيرة المسندة خلال نفس السنة أكثر من 72970 قرضا. ثم استعرض المجلس تدخلات البنك خلال شهر جانفي 2009 المتمثلة في المصادقة على إسناد 805 قروض مقابل746 خلال شهر ديسمبر 2008. وينتظر أن تمكن المشاريع الممولة من إحداث حوالي 1500 موطن شغل. أما بالنسبة إلى القروض الصغيرة فقد تم إسناد 1317قرضا خلال شهر جانفي 2009 وبلغ عدد الجمعيات المرخص لها 282 جمعية إلى غاية شهر جانفي 2009. وقد حظيت الجهات الغربية بعناية خاصة ضمن هذه المنظومة في إطار دعم التنمية الجهوية بالجهات الداخلية إذ استأثرت بقرابة 54 بالمائة من حيث عدد القروض و49 بالمائة من حيث المبلغ. واستمع المجلس في الختام إلى بيان حول الموسم الفلاحي استعرض كميات الأمطار المسجلة خلال شهر جانفي بكافة مناطق البلاد وتقدم موسم الزراعات الكبرى حيث تم بذر مليون و350 ألف هك منها 94 ألف هك مروية وبذلك تحقق انجاز البرنامج الرئاسي في هذا المجال. وفي هذا الإطار، أذن رئيس الدولة بفتح القروض التكميلية الموسمية للتسميد والمداواة بما يساعد على تثمين العوامل المناخية الملائمة لسير موسم الزراعات الكبرى في أفضل الظروف. ويشير البيان الى تركيز 6 مجامع بولايات جندوبة والكاف وسليانة وزغوان وبنزرت ومنوبة على غرار التجربة الناجحة لمجمع الحبوب بباجة. ومن جهة أخرى، مكنت الأمطار الأخيرة من تحسين الحالة العامة للموارد العلفية وطمأنة الفلاحين بخصوص الموسم المقبل. وأفاد البيان أنه قد توفر مخزون بحوالي 14 مليون لتر من الألبان بما مكن من تزويد السوق بصفة عادية . كما استعرض البيان سير موسم زيت الزيتون ونتائج موسم القوارص لاسيما على مستوى التصدير . وقد تم انجاز كامل البرنامج الرئاسي للتوسع في غراسات القوارص بالمناطق الجديدة وخاصة بنزرت والقيروان وقابس. واستعرض البيان كذلك أهم النتائج المسجلة في القطاعات الفلاحية الأخرى. وفي إطار حفز منتجي الخضر وبالخصوص البطاطا الفصلية، تم الإذن للمجمع المشترك للخضر بتكوين مخزون بأربعين ألف طن من إنتاج هذه المادة.