“السيدة ليلى بن علي اصالة المراة التونسية وحداثتها” ذلك هو عنوان الكتاب الجديد للمؤلف احمد السالمي الصادر في نسخة انيقة تتضمن ما يزيد عن مائتي صفحة . وقد حاول الكاتب الاحاطة بشخصية السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية ورسم صورة دقيقة لتجربتها في العمل الجمعياتي ولنشاطها الانساني وذلك بالاعتماد على خطب وكلمات السيدة ليلى بن علي التوجيهية والحوارات الصحفية التي اجريت معها . وتوقف عند شخصية السيدة ليلى بن علي في جانبها الذاتي لا الرسمي لما يعكسه من ابعاد تفسر اختيارها العمل الاجتماعي دون سواه وحرصها على ان تكون صوت المحتاجين من ابناء شعبها وسند من لا سند لهم سواء كانوا من ذوي الاحتياجات الخصوصية او المسنين او الاطفال الذين خذلتهم الظروف . وقد احتوى الكتاب الذي تصدرت غلافه صورة لسيدة تونس الاولى على خمسة فصول هي “ليلى بن علي ..الملامح الذاتية” و”المراة التونسية :الطريق الى الحداثة”و”سيدة تونس الاولى وتغيير واقع المراة التونسية” و”جمعية بسمة ..افق الرجاء” بالاضافة الى “ليلى بن علي ورئاسة منظمة المراة العربية” . وجاء في توطئة الكتاب ان “التوجه الاجتماعي والانساني للسيدة ليلى بن علي لا ينبع فقط من ذات كريمة ونفس سخية تجد راحتها القصوى في خدمة الاخرين وانما ينهل ايضا من تربية اسرية وتنشئة اصيلة على قيم الخير والتكافل والتازر بين ابناء الوطن الواحد” . وبين صاحب المؤلف في التوطئة ذاتها ان قراءة تجربة سيدة تونس الاولى ستساعد على فهم سر تطور المراة التونسية وما برهنته من قدرة على اداء الادوار الجديدة التي اوكلت لها في السنوات الاخيرة. وتطرق الكاتب كذلك الى رئاسة تونس لمنظمة المراة العربية مؤكدا ان “العرب نساء ورجال ادركوا انهم امام رئاسة عملية لا تقتنع بالاحتفاليات البروتوكولية وبالبيانات اللفظية وانهم امام سيدة تعتبر رئاستها للمنظمة تكليفا لا تشريفا سيدة تنتمي الى بلد اثبت ريادة تجربته في النهوض بالمراة”. وقد تضمن الكتاب ملحقين اشتمل الاول على كلمات السيدة ليلى بن علي في افتتاح عدة ندوات وملتقيات وطنية واقليمية ودولية في حين احتوى الثاني على مجموعة من الصور تعكس مختلف اوجه نشاط حرم رئيس الدولة في الحقل الاجتماعي والانساني وفي اطار منظمة المراة العربية . واعتمد المؤلف في مصادره على كتاب المصلح الاجتماعي الطاهر الحداد “امراتنا في الشريعة والمجتمع” وعلى مؤلفات جبران خليل جبران وديوان شاعر تونس ابو القاسم الشابي “ارادة الحياة” الى جانب رسائل السيدة ليلى بن علي الى السيدات الاول بوصفها رئيسة منظمة المراة العربية وافتتاحيات مجلة صوت المراة العربية من تونس والموقع الالكتروني لرئاسة تونس لمنظمة المراة العربية والموقع الالكتروني لجمعية بسمة للنهوض بتشغيل المعوقين . وخلص صاحب المؤلف الى القول في خاتمة اصداره بان “تلك هي السيدة ليلى بن علي عنوان من عناوين الفلسفة الاجتماعية لحركة التغيير ..سيدة تساهم من موقعها في ترجمة ما يطرحه بلدها من افكار وما يضعه من برامج تنموية طموحة ..وهي خلاصة لما بلغته المراة التونسية من تطور وتحولها الى احد الشواهد على تجذر الحداثة فيها”.
