أخبار تونس- قرارات رئاسية متعدّدة وإجراءات هامة اتخذت على امتداد العشريتين الأخيرتين جعلت قطاع الصناعات التقليدية يتمتّع بحركية كبرى تتلاءم والتحوّلات التي يعيشها الاقتصاد اليوم ومتطلّبات المرحلة الرّاهنة وأذواق المستهلكين. ولقد كان هذا القطاع محل اهتمام رئاسي يوم الأربعاء 05 ماي حيث أشرف الرئيس زين العابدين بن علي على مجلس وزاري حول خطة النّهوض بقطاع الصّناعات التقليدية أكّد خلاله ضرورة استجابة القطاع لمواصفات الجودة وانخراطه في مسار التأهيل. وتقضي خطة النهوض بقطاع الصناعات التقليدية بدعم الفضاءات الحرفية وتأهيل المؤسسات وتنمية الموارد البشرية إلى جانب النهوض بقطاعي الزربية والمصوغ. كما أذن رئيس الدولة باستكمال انجاز برنامج القرى الحرفية لتعميمها على كامل الولايات وإحداث فضاء لكل منتوج تقليدي تختص به جهة أو منطقة. وتهتم الإجراءات الجديدة بتمكين مؤسسات الصناعات التقليدية من الحوافز والتشجيعات المدرجة ضمن برنامج التأهيل الصناعي والقيام بتأهيل 200 مؤسسة حرفية علاوة على وضع عقد برنامج مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية لعملية نموذجية لفائدة 30 مؤسسة. كما تتضمن الخطة تركيز 6 وحدات فنية متخصصة ضمن المراكز الفنية الصناعية لمعاضدة مجهود تأهيل المؤسسة الحرفية وتكريس علامة الديوان الوطني للصناعات التقليدية كعلامة مميزة وطنية. وأوصى رئيس الدولة بتوظيف فضاءات الديوان الوطني للصناعات التقليدية لعرض وبيع منتجات الصناعات التقليدية وتوظيف خدمات التكنولوجيات الحديثة للتعريف بالقطاع خاصة لدى السياح ودعم مجال التجارة الالكترونية لمنتجات الصناعات التقليدية في قطاع الزربية والنسيج. وعملا على الرفع من دخل الحرفيين، أذن رئيس الدولة بتخصيص برامج نموذجية تهم تحسين إنتاجية اليد العاملة وتأهيل المؤسسة الحرفية وإدراج مراقبة الجودة كعنصر من المقاييس المعتمدة لإسناد الطابع. كما أوصى المجلس بتحرير قطاع المصوغ والتخلي عن نظام ضمان الدولة لمطابقة العيار وتحرير استعمال آلات صب المعادن مع مواصلة العمل بوضع طابع العرف وطابع العيار على المصنوعات وتمكين المستهلك من شهادة ضمان تحمل التنصيصات الضرورية لضمان جودة المصنوعات من المعادن النفيسة. واستعرض المجلس وضع هذا القطاع على مستويات الإنتاج والتكوين والتشغيل والتصدير وانجازاته خلال سنة 2009موصيا بمتابعة تنفيذ هذه الإجراءات لإعطاء دفع جديد لهذا القطاع بما يعزز قدرته التنافسية ويحافظ على نشاط الحرفيين وتحسين مداخيلهم كما جدد التأكيد على العناية بالجودة والحفز على الابتكار والتجديد مع المحافظة على خصائص الصناعات التقليدية الوطنية.