انعقدت يوم الاثنين بمجلس المستشارين جلسة عمل برلمانية تونسية جزائرية ترأسها السيدان عبد الله القلال رئيس مجلس المستشارين وعبد القادر بن صالح رئيس مجلس الامة الجزائري. وأبرز السيد عبد الله القلال بالمناسبة حرص الرئيس زين العابدين بن علي على تمتين علاقات الاخوة والتعاون التاريخية والممتازة القائمة بين تونس والجزائر مبينا أن هذا اللقاء البرلماني من شأنه أن يساهم في تعزيز هذه العلاقات واثراء الحركية المتنامية بين البلدين.وأكد أن هذه الروابط الاخوية هي خير سند للارتقاء بالتعاون والتازر والتشاور والتنسيق الى مستوى الارادة السياسية التي تحدو الرئيس زين العابدين بن علي وأخاه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اللذين يوءمنان بأن ما يجمع بين تونس والجزائر من روابط عريقة وأواصر متينة ونضال مشترك يوفر الارضية الملائمة لتعبئة الطاقات من أجل توطيد جذور التواصل والتكامل وتكريس وحدة الانتماء والمصير وارساء شراكة متضامنة خدمة لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وأضاف رئيس مجلس المستشارين أن هذا اللقاء ينتظم في غمرة الاحتفالات بالذكرى الحادية والخمسين لاحداث ساقية سيدى يوسف التي بقيت رمزا للتضامن بين تونس والجزائر ولنضالاتهما المشتركة وعلامة مميزة ستظل تنير مسيرتهما على درب تعزيز العلاقات الثنائية ورسم ملامح مستقبلها. وعبر عن قناعته الراسخة بأن اليات التعاون القائمة والقابلة لمزيد التطوير تمثل قاعدة صلبة لانطلاقة متجددة للتعاون التونسي الجزائرى موءكدا ضرورة مواصلة العمل لتحقيق شراكة أكبر تكفل مناعة وتقدم ورفاه الشعبين وتدعيم التكامل بين البلدين في نطاق اتحاد المغرب العربي. وأوضح السيد عبد الله القلال أن الوضع العالمي اليوم بكل ما يعيشه من أزمات واضطرابات يحتم مزيد التقارب وتكثيف التعاون على أساس استراتيجية شاملة معبرا في هذا السياق عن الارتياح لنسق تطور التعاون بين تونس والجزائر واتساع دائرته بما يعكس الحرص المشترك على اثرائه باستمرار. وأشار الى الاعتزاز بما تم التوصل اليه خلال الدورة 17 لللجنة العليا المشتركة التونسية الجزائرية في موفى سنة 2008 حيث تم ابرام اتفاق تجارى تفاضلي من الموءمل أن يحفز الطرفين على مزيد الرفع من نسق المبادلات التجارية. وبين رئيس مجلس المستشارين أن تونس بفضل سياسة رئيس الدولة وصواب خياراته حققت مكاسب رائدة مكنت البلاد من مقومات اللحاق بالبلدان النامية موءكدا أن حكمة القيادة تكمن في تلازم البعدين الاقتصادى والاجتماعي للتنمية مما مكن من احراز مكاسب اجتماعية كبيرة منها تراجع نسبة الفقر الى 3.8 بالمائة. كما لاحظ أن هذه الحكمة تجسمت أيضا في تحقيق الوفاق بين مختلف الحساسيات السياسية مما مكن البلاد من استقرار مهد الطريق الى تنمية اقتصادية واجتماعية وشملت كذلك الاصلاحات الجوهرية التي أدخلت على الاقتصاد الوطني ضمن منوال تنمية تونسي يأخذ في الاعتبار امكانيات البلاد المادية وكذلك الواقعية. وأبرز السيد عبد الله القلال أهمية الدور الموكول للبرلمانيين في كل من تونس والجزائر لبلوغ الاهداف المشتركة المنشودة والارتقاء بالتعاون الثنائي الى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين مقترحا في هذا المجال ارساء قواعد جديدة للتعاون بين مجلس المستشارين في تونس ومجلس الامة الجزائرى قصد مزيد التعارف والاطلاع على تجربة البلدين في مختلف الميادين الى جانب تيسير عملية التنسيق بين وفود كل من تونس والجزائر في اللقاءات البرلمانية الاقليمية والدولية. وعبر رئيس مجلس الامة بالجزائر من ناحيته عن اعتزازه بعراقة العلاقات التونسية الجزائرية ومتانتها وعن ارتياحه لما يشهده التعاون من تطور مطرد بدفع قوى ورعاية سامية ودائمة من لدن الرئيس زين العابدين بن علي وأخيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وبعد أن أكد متانة التضامن التونسي الجزائري ووقوف تونس وموءازرتها القوية للجزائر خلال معركة الاستقلال أشار السيد عبد القادر بن صالح الى أن التعاون الثنائي وبفضل القيادة الرشيدة في كلا البلدين دخل طورا جديدا وهو الان يشهد نقلة نوعية ملموسة تفرض تكثيف اللقاءات وتبادل الزيارات بين المسوءولين والبرلمانيين التونسيين والجزائريين من أجل المزيد من التحاور والتشاور والتنسيق في ما يهم القضايا ذات البعد الثنائي والمغاربي والمتوسطي والاقليمي والدولي. وأكد رئيس مجلس الامة الجزائرى أن التحديات المطروحة تحتم توسيع مجالات التعاون المثمر القائم بين تونس والجزائر وتنويعه أكثر بما يوطد علاقات الاخوة ويخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.