بعض كليمترات لا تتجاوز 64 كم تفصل تونس وايطاليا تقارب جغرافي لضفتين من المتوسط تدعمت بالمكانة المتميزة التي تحتلها ايطاليا في الاقتصاد الوطني باعتبارها الحريف والمزود الثاني لتونس وتحتل المرتبة الثالثة في ميدان الاستثمار الاجنبي المباشر وهو ما يجعل منها شريكا اقتصاديا استراتيجيا بالنسبة لتونس.واستنادا الى هذه المعطيات والارقام نظمت مجلة الاقتصادى المغاربي يوم الجمعة بتونس منتدى حول “منتدى تونس وايطاليا:ارضية ملائمة للنهوض بالمنطقة الاورومتوسطية”. وتقيم حاليا في تونس 554 مؤسسة صناعية بمساهمة ايطالية تنشط 253 منها في مجال النسيج و112 في الصناعات الميكانيكية والالكترونية و75 في قطاع الجلود والاحذية. وقد بلغ حجم المبادلات بين البلدين سنة 2008 ما يناهز 5.6 مليار يورو اى ما يعادل 10 مليار دينار من بينها 4.86 مليار دينار متاتية من التصدير و 5.22 مليار دينار من التوريد. وشارك في هذا المنتدى عدد من اصحاب القرار في الميدانين الاقتصادى والسياسي من التونسيين والايطاليين الى جانب عدد هام من رجال الاعمال في البلدين وممثلي الغرفة الاقتصادية التونسية الايطالية. وترمي هذه التظاهرة الى التعريف بفرص الاستثمار في مجالات الفلاحة والصناعات الغذائية والطاقة والصناعات التقليدية وسبل التعاون والتبادل على المستوى المؤسسات الجامعية. وأبرز السيد عبد الرزاق دعلول كاتب الدولة المكلف بالصيد البحرى بالمناسبة المستوى المميز لعلاقات التعاون بين البلدين خاصة في قطاعي الفلاحة والصيد البحرى والذى تجسمه عدة مشاريع على غرار التهيئة المائية والتنمية المستديمة وتاهيل المعاصر ونقل تكنولوجيات غراسة الاشجار والتنمية الغابية الى تونس. وذكر أن 21 مؤسسة مشتركة تونسية ايطالية تنشط في مجال الصيد البحرى والفلاحة باستثمارات جملية قيمتها 59 مليون دينار تونسي. وبعد ان استعرض ما توفره تونس من حوافز للمستثمرين الاجانب دعا كاتب الدولة رجال الاعمال الايطاليين الى الاستثمار في الفلاحة التونسية وخاصة في تربية الاحياء المائية وتثمين منتجات الصيد البحري وتسهيل نفاذ هذه المنتجات الى الاسواق الايطالية والاوروبية. وذكر السيد عبد العزيز الرصاع كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة والصناعات الغذائية من ناحيته بأن تونس أول مصدر جنوب متوسطي للمنتجات الصناعية نحو اوروبا (6.7 مليار يورو سنة 2007) وتطرق بالمناسبة الى أهم مشاريع التعاون الطاقي التونسي الايطالي على غرار مشروع “المد” الذى يهدف الى تركيز محطة لتوليد الكهرباء بطاقة 1200 ميغواط وربط شبكات الكهرباء في البلدين مذكرا بالملامح العامة للبرنامج الرباعي للتحكم في الطاقة (2008 / 2011) الذى يفتح الباب أمام تعاون طاقي أكبر مع الشركاء الاوروبيين. ومن جانبه وصف السيد كارلو دجوفاناردى الوزير المستشار لدى رئاسة مجلس الوزراء الايطالي العلاقات التونسية الايطالية بالانموذجية. وتحدث السيد بيير لويدجي بولفيرارى رئيس وكالة التعاون الايطالية المتوسطية عن فرص التعاون في مجال الصناعات الغذائية والصناعات التقليدية وفي المجال الجامعي. وأفاد المستشار الايطالي ريكاردو بيدريدزى رئيس لجنة الصداقة البرلمانية التونسية الايطالية أن اللجنة تعمل على تعزيز العلاقات الثنائية خاصة من خلال انتصاب مجموعات ايطالية كبرى في تونس وتكثيف المبادلات التجارية.