أكد الرئيس زين العابدين بن علي أن اتحاد المغرب العربي هو خيار شعوب المنطقة وصمام أمانها في خضم ما يحدث في عالم اليوم من تحولات ومتغيرات لا تقدر دول المنطقة على التعامل معها من موقع الفعل والمبادرة إلا وهي موحدة متضامنة مشددا على أن “أي تأخر في استكمال بناء صرح المغرب العربي له كلفته على أكثر من صعيد” سيما اقتصاديا وسياسيا. وقال رئيس الدولة في حديث أدلى به إلى العدد الأول من مجلة “المغرب الموحد” الصادرة بتونس أن الأرقام والمؤشرات تدل على أن غياب الاندماج الاقتصادي المغاربي يفوت على دول المنطقة فرصة نمو سنوى تناهز 2 في المائة في الوقت الذي تتعاظم فيه رهانات التنمية وتتزايد الضغوط علي المستويات الوطنية خاصة في ما يتعلق بالتشغيل وتشغيل الشباب تحديدا. وأضاف انه فضلا عن هذه الكلفة الاقتصادية فان تأخير بناء المغرب العربي له أيضا كلفته السياسية والمتمثلة في محدودية التأثير الإقليمي والدولي للمجموعة المغاربية باعتبار ان عدم الاندماج يضعف قدرة بلدان المنطقة التفاوضية مع التجمعات الأخرى. وذكر سيادته بان نسبة المبادلات التجارية بين الدول الأعضاء ظلت ضعيفة حيث لا تتجاوز 4 في المائة من مجموع المبادلات مع الخارج مشددا على أن عدم بروز تكتل مغاربي قوى ومتماسك يحد من القدرة علي مواجهة التحولات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم اليوم والتي لا تقوى الدول منفردة على رفع تحدياتها. وأكد الرئيس زين العابدين بن علي أن بناء اتحاد المغرب العربي خيار استراتيجي بالنسبة إلى تونس يعبر عن طموحات شعوب المنطقة في التكامل والوحدة مبينا أنه حرص منذ تحول السابع من نوفمبر على إعطاء العلاقات المغاربية الأهمية التي تستحقها وسعى إلى تثبيت مناخ أخوى يسر حركة التواصل والتفاعل بين تونس وبقية الدول المغاربية. وأوضح أن تونس التي صادقت على جميع الاتفاقيات المبرمة بين دول الاتحاد تعتبر أن “الظروف الطارئة ليست عائقا لانجازها”مضيفا قوله “إننا ندرك الأسباب الموضوعية التي أدت إلي التعثر الراهن وندرك أيضا أن التدرج مطلوب لتامين سلامة البناء واستمرار يته ولكن التدرج لا يعني البطء وإنما السير إلي الأمام بخطوات مدروسة وحسب مراحل معلومة”. وقال الرئيس زين العابدين بن علي أن المسيرة المغاربية ولئن تعرضت إلى شيء من التعثر نتيجة بعض العوامل الظرفية فان ذلك يجب أن لا يحجب حقيقة الخطوات الكبيرة التي تم قطعها منذ إعلان قيام اتحاد المغرب العربي وفي مقدمتها الهياكل السياسية والمؤسسات التي وقع تركيزها في المجال. وذكر في هذا المضمار بالتوفق إلى تحقيق انجازات مغاربية في عديد القطاعات الحيوية معربا عن الأمل في أن يؤدى انطلاق المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية في المستقبل المنظور إلى إعطاء الدفع المنشود لوتيرة الاندماج الاقتصادي بين دول المنطقة إلى جانب الدور الموكول للقطاع الخاص بعد بعث الاتحاد المغاربي لأصحاب الأعمال وتنشيط الاتحاد المغاربي للفلاحين. كما حث في هذا الحديث على العمل المثابر من أجل إدخال المواثيق والاتفاقيات المغاربية حيز التنفيذ حتى يقوم البناء المغاربي الموحد بأبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية ويتسنى الانتقال إلى طور جديد يزال فيه القائم من الحواجز. وأكد سيادته أن تونس وهي تحتفل إلى جانب بقية بلدان المنطقة بالذكرى العشرين لقيام اتحاد المغرب العربي “مقرة العزم على مضاعفة جهودها في تجسيد الخيار المغاربي بالتعاون والتنسيق مع أشقائها وستواصل بإيمان راسخ وعزم لا يلين بذل كل ما في وسعها من اجل التقدم بمبادرات ترمي إلى مزيد تفعيل العمل المغاربي المشترك حتى يتبوأ اتحاد المغرب العربي المكانة التي هو بها جدير على الساحتين الإقليمية والدولية ويتعامل بندية مع سائر التجمعات الأخرى.