أخبار تونس- لم تمض سوى أيام قليلة على تكريمه بمناسبة الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية، حتى وافت المنية الأستاذ الطاهر شريعة. وقد توفي "أب السينما التونسية" ومؤسس هذه الأيام السينمائية، يوم الخميس 4 نوفمبر2010 عن سن تناهز 83 عاما. وكان الفقيد يعاني في آخر أيامه من محنة صحية، وكان محط عناية خاصة من لدن الرئيس زين العابدين بن علي الذي منحه الصنف الأكبر من الوسام الوطني للاستحقاق بعنوان القطاع الثقافي سنة 2007 تقديرا لمساهمته المتميزة في إرساء الثقافة السينمائية في تونس. وكان الفقيد مولعا بالفن السابع منذ شبابه المبكر حيث انخرط في نوادي السينما ثم ترأس الجامعة التونسية لنوادي السينما عندما تمت تونستها قبل أن يؤسس مصلحة السينما بوزارة الثقافة . وأعد الطاهر شريعة النصوص المنظمة للقطاع السينمائي التي صدرت سنة 1960 في ما أصبح يعرف بمجلة الصناعة السينمائية. وكانت للسينمائي الراحل مساهمات عدة في عديد المهرجانات إذ أسس الفقيد سنة 1966 أيام قرطاج السينمائية وأدار دوراتها الأولى وحدد هويتها وملامحها العربية الإفريقية. إثر ذلك انتقل للعمل في فرنسا للإشراف على قسم السينما في وكالة التعاون الفني والتقني التي أصبحت تعرف بالمنظمة الدولية للفرنكوفونية، حيث ساهم في بعث مهرجان السينما الإفريقية بواغادوغو ببوركينا فاسو سنة 1971 ومهرجان مقديشو بالصومال. وتقديرا لخبراته، عمل الأستاذ شريعة خبيرا لدى منظمة اليونسكو وشارك في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية دولية كما تم تكريمه في عدة دورات من أيام قرطاج السينمائية كان آخرها الأسبوع الماضي في الدورة 23 لهذه التظاهرة التي انعقدت من 23 إلى 31 أكتوبر 2010. يذكر أيضا أن الأستاذ الطاهر شريعة ألف كتبا عديدة حول السينما وترجم الشعر من والى العربية ومارس النقد السينمائي في مجلات تونسية وأجنبية .