تحظى الثقافة العربية الإسلامية والدين الإسلامي في تونس التغيير بعناية فائقة في إطار المصالحة مع الهوية الوطنية والحضارية للبلاد.وقد أذن الرئيس زين العابدين بن علي بتوفير كل الظروف لإنجاح هذه التظاهرة تأكيدا لمكانة القيروان التاريخية كأول عاصمة إسلامية في المنطقة المغاربية ولدورها الريادي في إثراء المعارف الإنسانية وبناء الحضارة العربية الإسلامية منذ قرون. والقيروان اليوم هي امتداد مميز لقيروان الأغالبة إذ أخذت بأوفر حظها من معالم الحداثة والتمدن بفضل الرعاية الرئاسية الموصولة والتي تجلت خاصة في تكريس دورها الحضاري الرائد ورد الاعتبار لمعالمها التاريخية والدينية تكريسا لما يحظى به الدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة من منزلة في سياسة التغيير. ويدل على ذلك أحداث مركز الدراسات الإسلامية سنة 1988 والذي بلغت تكاليف انجازه مليون و200 ألف دينار وتتمثل مهامه في التعريف بالحضارة الإسلامية وتوفير المعلومات الموضوعية التي تساعد على فهم الإسلام وما يتصل به من علوم ومعارف. كما يعمل المركز على التعريف بإعلام تونس وافريقية وبمؤلفاتهم وانجازاتهم في مختلف العلوم ولاسيما علوم القراءات والتفسير والسنة والفقه وإحياء التراث الإسلامي ودعم البحث العلمي في ميدان الدراسات الإسلامية ونشره. وتدعم هذا الانجاز بإحداث جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية حفزا للاجتهاد وتكريسا لقيم الاعتدال والتسامح والتفتح تجسيما لإسهام تونس عبر التاريخ في إخصاب الثقافة الإنسانية. وشملت العناية كذلك مجال المخطوطات إذ احدث بإذن من رئيس الدولة المخبر الوطني لترميم المخطوطات وهو اول مركز مختص من نوعه في العالم العربي وإفريقيا ويحتضنه متحف رقادة الذي تم تطويره ليصبح متحفا للتعريف بفنون الحضارة العربية الإسلامية. وفي إطار المشاريع المتواصلة سنويا بالجهة لترميم المعالم الإسلامية والعناية بالمساجد والزوايا اتجه الاهتمام إلى جامع عقبة بن نافع حيث تم تركيز كاشفات أضواء من أحجام وألوان مختلف حول منارة الجامع الأعظم وقبابه إلى جانب تهيئة معلم الإمام سحنون 777/855 م والذى أذن رئيس الدولة بتجديده وتوسيعه بما يليق بمكانته الدينية والعلمية لكونه مؤسس المدرسة المالكية بافريقية والفقيه الشهير في كامل المغرب الإسلامي. ولا تقل السياحة الثقافية أهمية في التعريف بالخصوصيات الثقافية والحضارية للبلاد. وقد تأكد الحرص على إحكام صيانة المواقع الأثرية والمعالم التاريخية قصد توظيفها في خدمة السياحية الثقافية وذلك تجسيما لقرار رئيس الدولة منذ سنة 1999 باعتماد خطة تقوم على انجاز الخارطة الوطنية للسياحة الثقافية والبيئية وتهيئة المناطق الأثرية وصيانة المعالم التاريخية. ويندرج في هذا المضمار انجاز المسلك السياحي والثقافي لمدينة القيروان العتيقة وتحويل محيط فسقية الأغالبة التي تأسست سنة 862م إلى منتزه كما أذن الرئيس زين العابدين بن علي بأعداد دراسة تشخيص مشروع سياحي ثقافي متكامل بالجهة قصد استغلال المخزون الثقافي والحضاري بمدينة القيروان.