يبحث بداية من يوم الاربعاء 18 مارس الجاري بتونس نحو مائتي شاب يمثلون حوالي 70 منظمة شبابية من 40 بلدا من مختلف القارات في قضايا شباب العالم سيما منها المتصلة بتعزيز ادواره في الحفاظ على مناعة الاوطان وتنميتها.وسيتم ذلك في اطار المنتدى الشبابي الدولي حول شباب العالم رهانات وتحديات الذي ينظمه الاتحاد التونسي لمنظمات الشباب على امتداد يومين تفاعلا مع مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي الداعية الى وضع سنة 2010 تحت شعار “السنة الدولية للشباب” وعقد مؤتمر عالمي للشباب ينتهي باصدار ميثاق دولي يشد شباب العالم الى القيم الكونية المشتركة. وتهدف هذه التظاهرة الى اتاحة الفرصة للشباب للحوار وتبادل الاراء حول المسائل المشتركة ومنها الاهتمام بالشان العام ودور الشباب في تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات وكعنصر اساسي من عناصر التنمية الاجتماعية والاقتصادية المشتركة فضلا عن الاندراج الناجع والناجح في عصر اقتصاد المعرفة والذكاء بالتمكن اكثر من تكنولوجيات الاتصال والمعلومات. وسيتم ضمن اعمال المنتدى الشبابي الدولي عرض اهم التجارب الوطنية في التعاطي مع الشباب وقضاياه وتعزيز مشاركته في الشان العام. ومن بينها تجربة تونس المتمثلة في تخصيص سنة 2008 للحوار مع الشباب تحت شعار “تونس اولا” الذي سجل مشاركة مايفوق 400 الف شاب وشابة تقدموا بالعديد من الافكار المجدية وصاغوا بانفسهم الميثاق الشبابي الاول من نوعه في تونس وعلى الصعيد العربي والافريقي. وتؤكد هذه الوثيقة التي شكلت اللبنة الاولى للاستراتيجة الشبابية الوطنية للفترة الممتدة من 2009 / 2014 بالخصوص الالتزام بالمشاركة في الحياة العامة والابتعاد عن المظاهر الدخيلة عن الهوية التونسية المتجذرة في روافدها العربية الاسلامية والافريقية والمتوسطية والحرص على تكريس قيم الحداثة وفكرها وبناء مجتمع المعرفة. وكانت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو” وجهت في اواخر 26 نوفمبر 2008 نداء الى بلدان العالم الاسلامي للاقتداء بتجربة تونس في سياستها الحوارية مع الشباب وعقد استشارات وطنية للشباب مماثلة للتي تنظمها تونس والى جعل سنة 2009 سنة الحوار مع الشباب تكلل بمؤتمر دولي يتوج بميثاق عمل وشرف لشباب العالم الاسلامي. وتجدر الاشارة الى ان تونس تعمل على تشريك الشباب في التفاعل مع قضايا البلاد والتعبير عن مشاغله واهتماماته ورسم طموحاته وتصوراته للمستقل. وكانت نظمت في اطار الاستشارات القطاعية ثلاث استشارات شبابية سنوات 1996 و2000 و2005 وقد بادر الرئيس زين العابدين بن علي لاول مرة بتنظيم حوار مع الشباب سنة 1988 شارك فيه قرابة 35 الف شاب وشابة وانبنى بالدرجة الاولى على سياسة الاصغاء. وفي سنة 1992 انتظم ثاني حوار شبابي اهتم بسبل تطوير الهياكل الترفيهية. ومع بداية سنة 2009 سجلت لاول مرة مشاركة الشباب العربي مباشرة فى قمة عربية ممثلا في الشابةالتونسية سمر المزغني وذلك في قمة الكويت المنعقدة يومي 19 و20 جانفي التي جدد فيها الرئيس زين العابدين بن علي التاكيد على العناية بالشباب وتوفير الظروف الملائمة للتنشئة والاحاطة والاستماع الى مشاغله والتعرف على طموحاته وتامين فرص الشغل التي تساعد على ادماجه في الحياة النشيطة كعنصر اساسي من عناصر التنمية الاجتماعية. ويتجه الاهتمام في تونس حاليا الى استدامة الحوار مع الشباب وتطويره وتفعيل الاستراتيجية الوطنية للشباب. كما يتواصل العمل بالخصوص على مزيد الاحاطة بالشباب في الاحياء ذات الكثافة السكانية العالية وتحسين خدمات الرعاية لوقايته من كل اسباب التهديد فضلا عن بلورة انماط جديدة للتربية المبكرة وتكثيف فضاءات الاصغاء والارشاد والمنشات الرياضية والعناية بدور الشباب والثقافة. ومعلوم ان الشباب الذي يمثل ثلث الهرم السكاني في تونس هو المحور الرئيسي للاصلاحات السياسية والاجتماعية والتربوية والثقافية والتنموية.