توجت أشغال الملتقى الاول للجامعيين والباحثين التونسيين والجزائريين الذى انتظم بمدينة توزر يومى 27 و28 مارس بإمضاء تسعة عشر اتفاقية تعاون وتوأمة بين عدد من الجامعات التونسية ونظيراتها الجزائرية. وتتيح هذه الاتفاقيات تكثيف التعاون العلمى بين الجامعات بالبلدين وتبادل الخبرات وانجاز دورات تكوينية وبحوث مشتركة بما يسهم فى مزيد توحيد النظم والبيداغوجيات المعتمدة. كما انبثقت عنه توصيات منها تنظيم هذا اللقاء بصفة دورية وتكثيف تبادل الاساتذة بين البلدين تجسيما للحرص المشترك على تطوير منظومة التعليم العالى واعدادها لمواجهة التحديات القادمة سيما فى الاختصاصات العلمية الواعدة. وابرز السيد الازهر بوعونى وزير التعليم العالى والبحث العلمى والتكنولوجيا لدى اختتام الاشغال صباح السبت التطور الملحوظ للتعاون التونسى الجزائرى فى مجال التعليم العالى والذى يتجلى من خلال التبادل الطلابى وانجاز ستة عشر اتفاقية تعاون بين الجامعات فضلا عن قبول عدد هام من الاطارات الجامعية الجزائرية للاستفادة من التجربة التونسية. ولاحظ أن مثل هذه اللقاءات المشتركة تسهم فى مزيد تشجيع اقامة اتفاقيات التوأمة بين الجامعات بالبلدين وانشاء شهادات مشتركة والتنسيق حول نظام اجازة ماجستير دكتوراه امد واحداث ماجستير مشترك فى اختصاص احداث المؤسسات مستعرضا فى هذا السياق مجالات التعاون المنجزة حتى الان ومن بينها برنامج مشترك يمتد من 2009 الى 2011 وانجاز خمسين مشروع بحث مشترك فى المجالات ذات الاولوية بالبلدين وهى المياه والفلاحة والبيوتكنولوجيا والتغذية والبيئة والصحة والطاقات المتجددة. واشار الى ان برامج الاتحاد الاوروبى فى مجال التعليم العالى تستدعى تكوين شبكات اقليمية وهو ما يفرض تفعيل اتفاقيات الشراكة الثنائية لتسهم فى تطوير منظومات التعليم العالى وجعلها تواكب التطور المعرفى والتكنولوجي. ودعا وزير التعليم العالى والبحث العلمى والتكنولوجيا الى الاستفادة من تجربة كل بلد خصوصا وأن نظام امد يشكل هيكلة جديدة معتمدة بالبلدين لدوره فى الرفع من نوعية عروض التكوين الجامعى وتحسين جودته مشيرا الى أن الاصلاح الذى تم ادخاله على منظومة التعليم العالى جعلت من 70 بالمائة من الاجازات المنضوية تحت نظام امد اجازات تطبيقية توجه ثلثى الطلبة للشعب ذات التشغيلية العالية. واستعرض فى نفس السياق الدور الهام الذى لعبته الاصلاحات المدخلة على المنظومات واستجابتها للتطور النوعى للطلب الاقتصادى فى الاختصاصات الهندسية والتكنولوجية اذ تطور عدد خريجى مدارس الهندسة الى 3471 فى 2008 وهو مرشح لبلوغ تسعة الاف متخرج فى أفق 2014 مبرزا ايضا أهمية التعليم العالى الافتراضى الذى يفتح افاقا واعدة لعدد هام من الاختصاصات والطلبة. ويشار الى أن الهدف من الملتقى الذى شارك فيه رؤساء الجامعات وباحثون جامعيون من تونس والجزائر يتمثل فى تمكين المشاركين من التعرف على منظومة التكوين الجامعى والبحث العلمى والتكنولوجيا فى البلدين واتاحة الفرصة لهم للتحاور حول مواضيع علمية وبحثية ذات اهتمام مشترك ودراسة امكانية انجازها فضلا عن العناية بمدارس الدكتوراه خصوصا بعد أن شهدت تونس احداث 37 مدرسة فى هذا المجال. وقد تضمن البرنامج تقديم أربع مداخلات وعرض 51 موضوع بحث ضمن ورشات عمل تناولت مجالات الماء والطاقة وتكنولوجيا الاتصال. وعلى صعيد اخر كان السيد الازهر بوعونى عاين ضمن زيارته لولاية توزر تقدم تنفيذ عدد من المشاريع منها انجاز مصب جهوى مراقب وتوسعة دار الشباب بحامة الجريد. كما شهدت الزيارة افتتاح محضنة المؤسسات بالمعهد العالى للدراسات التكنولوجية والشباك الموحد بالادارة الجهوية لوكالة النهوض بالصناعة والاطلاع عن مشروع حماية وتثمين المدن الواحية بنفطة ومشروع تهيئة المسلك البيئى بواحة راس العين بنفطة فضلا عن اختتام المهرجان الجهوي للمسرح بدور الشباب والثقافة.