يعد احتفال تونس فى 8 افريل من كل سنة باليوم الوطني للتبرع بالدم فرصة متجددة للتحسيس بنبل هذا العمل الانساني الطوعي وباهمية عمليات التبرع من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الحيوية ومشتقاتها. وتشير الاحصائيات في هذا المجال الى ان نسبة المتبرعين بالدم بصفة منتظمة تبلغ 12 فاصل 2 بالمائة وبصفة ظرفية 87 فاصل 8 بالمائة منهم 60 بالمائة يتبرعون لفائدة الاقارب. وقد شهدت وحدات الدم المجمعة زيادة بنسبة 11 بالمائة سنة 2008 مقارنة بسنة 2005 اذ مرت من 141 الف و761 وحدة الى 172 الف و508 وحدة غير انها لازالت دون الاحتياجات الوطنية من الدم المقدرة بنحو 200 الف وحدة سنويا. وتتم عملية التبرع بالدم في اطار احترام الاخلاقيات الطبية وتكون مسبوقة بفحص طبي يخضع له المتبرع في نطاق السرية التامة لتحديد حالته الصحية واذا اقتضى الامر اجراء تحاليل بيولوجية للتاكد من مدى قدرة الشخص على التبرع بالدم. ويتم بعد سحب الدم اجراء عدة تحاليل مخبرية لتحديد فصيلته وخلوه من امراض معدية على غرار السيدا والزهرى والتهاب الكبد الفيروسي بصنفيه ب و ج ثم يتم بعد ذلك اتلاف كل وحدة دم تحمل احدى او سمات الامراض المنقولة عن طريق الدم. وفي لقاء اعلامي صباح الاثنين اكد الدكتور الهادف السكورى مدير عام المركز الوطني لنقل الدم اهمية التبرع المنتظم خاصة فى فصل الصيف ومزيد ارساء ثقافة التبرع لدى المواطن مسلطا الضوء على الانجازات المسجلة ضمن الاستراتيجية الوطنية للنهوض بقطاع نقل الدم التي وضعتها وزارة الصحة العمومية منذ نوفمبر 2007 . وتهدف هذه الاستراتيجية الى النهوض بالتبرع بالدم وترشيد استعمالاته وضمان جودة مشتقاته. وتعد تجزئة البلازما عنصرا هاما صلب هذه الاستراتيجية باعتبار مساهمتها في تامين 50 بالمائة من الاحتياجات الوطنية من الادوية المستخرجة من الدم. ويجرى العمل على بلوغ 100 بالمائة من حاجيات البلاد من الادوية المستخلصة من التجزئة لاهميتها في معالجة انواع مختلفة من الامراض. وتم في هذا الشان الاتفاق مع مخابر بيوميديكامون بفرنسا التي تتميز باستعمال تقنيات ذات جودة وسلامة عالية لتجزئة البلازما المجمعة بمراكز تونسوصفاقس وسوسة قصد استخراج مكونات ذات قيمة علاجية مضافة والمساهمة في خفض سعر الادوية المشتقة من الدم. وقد تعزز نقل الدم في تونس بمكاسب عديدة شملت بالخصوص دعيم المركز الوطني لنقل الدم والمراكز الجهوية بتجهيزات متطورة واحداث شهادة تخصص جامعية في قطاع نقل الدم فضلا عن ارساء نظام يقظة في استعمال الدم ومشتقاته واعداد استراتيجية وطنية لتاهيل القطاع. ويشمل هذا الميدان 33 هيكلا لنقل الدم منها32 هيكلا تابعا لوزارة الصحة العمومية على غرار المركز الوطني لنقل الدم وخمسة مراكز جهوية بكل من صفاقس وسوسة وجندوبة وقابس وقفصة الى جانب 26 بنك دم بالمستشفيات الجامعية والجهوية والمركز العسكرى لنقل الدم التابع لوزارة الدفاع الوطني. وتقوم هذه المراكز بدور هام في تقريب خدمات نقل الدم وتحقيق تغطية افضل لمختلف الجهات فضلا عن الحملات المتواصلة للتبرع التي يبادر بها المركز العسكرى لنقل الدم على مدار السنة داخل الوحدات العسكرية. ومثل حصول المركز الوطنى لنقل الدم على شهادة مطابقة الجودة ايزو 9001 نسخة 2000 حرص تونس على تامين الجودة القصوى لهذه المادة الحيوية عند نقله وذلك باعتماد احدث المقاييس الطبية. وتضطلع المؤسسات العمومية ومكونات المجتمع المدني بدور فاعل فى تكريس اهداف الاستراتيجية الوطنية اعتبارا للمكانة المتميزة الذى يحتلها ميدان نقل الدم في المنظومة الصحية التونسية. كما تتضافر جهود مختلف الاطراف المعنية لمزيد التحسيس والتثقيف وتكثيف التواصل الميداني من اجل التشجيع على الاقبال على التبرع بالدم سيما فى اوساط الشباب. ويتمثل الهدف فى ترسيخ هذا السلوك الحضارى واشاعته على اوسع نطاق على اساس مبدا التبرع الارادى والمنتظم.