شهدت اغلب مناطق البلاد خلال الايام الثلاثة الاخيرة تقلبات جوية اتسمت بتهاطل كميات امطار متفاوتة الاهمية.وشملت الامطار خاصة ولايات الشمال والشمال الغربي والوطن القبلي . اذ بلغت اهم الكميات المسجلة خلال 48 ساعة الاخيرة /من الساعة 7 صباحا يوم 11 افريل الى يوم 13 افريل 2009 على نفس التوقيت/ 198 مليمترا /مم/ بسليمان و140 مم بمنزل بوزلفة و130 مم بقرنبالية و120 مم ببوشريك من ولاية نابل و158 مم بعين دراهم و102 ببني مطير من ولاية جندوبة و135 مم برفراف و113 بصونين من ولاية بنزرت. وتعد هذه الامطار حسب اهل الاختصاص خلال هذه الفترة من السنة ذات تاثير طيب على القطاع الفلاحي وخاصة الفلاحة المطرية. كما سيكون لها اثر الايجابي على الزراعات الكبرى والمراعي والغابات والاشجار المثمرة. وتساعد امطار شهر افريل زراعة الحبوب على استكمال نموها الطبيعي وتكوين السنابل بما يبشر بتطور المحاصيل. كما يحافظ المناخ الممطر على قدر من برودة الطقس تحول دون تفشي الامراض الفطرية في مزارع الحبوب. وتبلغ المساحات المبذورة حبوبا مليونا و355 الف هك منها 905 الاف هك في الشمال فيما اقتصرت المساحات المبذورة في الوسط والجنوب على 450 الف هك بسبب نقص امطار الخريف. وتقدر مساحة مزارع الحبوب التي هي في حالة حسنة حسب وزارة الفلاحة والموارد المائية لهذا الموسم ب942 الف هكتار تتواجد اساسا بالمناطق السقوية والمناطق الرطبة وشبه الرطبة وشبه الجافة العليا لولايات الشمال ونسبة هامة من ولايات الوسط فيما تصل المساحات التي هي في حالة متوسطة الى 411 الف هك. ويفسر ذلك خاصة بسبب تاخير في مرحلة النمو ناتج عن نقص الامطار /والتي انقذتها امطار جانفي وفيفري/. وتتركز الجهود في هذه الفترة على مقاومة الاعشاب والقيام بالتسميد الازوطي وذلك رغم صعوبة التدخل في مرحلة اولى نتيجة للامطار علما وان النسق قد تحسن منذ اسبوعين لتدارك الامر حسب نفس المصدر. ويذكر ان ولايات بنزرت وباجة وجندوبة قد شهدت تدخلا للتصدى للاعراض الاولية لمرض التبقع السبتورى من خلال انطلاق عملية المداواة باستعمال الطائرات. وستساهم الامطار الاخيرة من جهة اخرى في تحسين نمو الزراعات العلفية وتطوير مخزون المراعي الطبيعية بما سيخفف كلفة التغذية الحيوانية ويطور مردود الماشية من حيث الالبان وتنامي اعداد القطيع. وتصل مساحة الاعلاف الخريفية الى 305 الاف هك منها 47 الف هك مروية. علما وان حالة المزروعات طيبة في الجملة خاصة اثر امطار جانفي وفيفرى والامطار الاخيرة. كما تمثل هذه الامطار رافدا لدعم مردودية الاشجار المثمرة وتحسين جودتها وخاصة منها الزياتين والقوارص والنخيل. وتؤثر الامطار ايضا ايجابا على الموارد المائية الجوفية منها او السطحية اذ تساعد على تجديد مخزونها المائي وتغذى الابار بما يؤمن حاجيات الرى الضرورية للخضروات الى جانب مساهمتها في الترفيع في مخزون السدود الذى بلغ مليارا و862 مليون متر مكعب وهو رقم مرشح للتطور بعد الامطار الاخيرة.