ألقى أعوان الامن، وسط العاصمة، القبض على شاب عمره ثلاثة وعشرون سنة، يوم السبت الفائت، بسبب تعمده إزعاج فتاة (32 سنة تشتغل معلمة) باستعمال إرساليات الهاتف الجوال (الآس.آم.آس.SMS). وحسب بعض المعطيات، فإن هذا الشاب تعمّد في أكثر من مناسبة بعث ارساليات قصيرة عبر هواتف جوالة أرقامها مجهولة، وهو ما أحدث قلقا وإزعاجا شديدين لدى متقبلة الرسائل التي تعمل مدرّسة باحدى مؤسسات التعليم الاساسي، إلا أن هذا الشاب وقع في المرة الاخيرة، عندما أخطأ وسها فأرسل كلاما نابيا وبذيئا وفيه مس واعتداء على المتضررة انطلاقا من هاتفه الجوال الشخصي، حتى ظهر رقمه على الارسالية موضوع الاتهام، فتوجهت المعنية الى أحد مراكز الامن الواقعة وسط العاصمة وعرضت الموضوع على المحققين وطلبت تسجيل أقوالها ومعاينة الارسالية وتتبع هذا الشاب «المشاغب» قضائيا. وتم إبلاغ ممثل النيابة العمومية بالامر، وبدأ المحققون أبحاثهم وتحرياتهم، حتى بلغوا معرفة صاحب الرقم المذيل للارسالية موضوع الدعوى ومعرفة عنوانه وهويته، فتوجهوا اليه وألقوا عليه القبض، إذ اعترف أثناء استنطاقه بتعمده بعث رسائل قصيرة (SMS) انطلاقا من هاتفه المحمول الى هاتف المتضررة، وأفاد أنه قام بذلك عبثا ودون قصد اجرامي. وقد تم إيقاف هذا الشاب وايداعه بالسجن الى حين إحالته على الدائرة الجناحية المختصة بالمحكمة الابتدائية بتونس لمقاضاته من أجل ما نسب اليه. وللاشارة فإن الفصل 86 من مجلة الاتصالات ينص على أنه «يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين سنة واحدة وسنتين وبخطية من مائة الى ألف دينار كل من يتعمد الاساءة الى الغير أو إزعاج راحتهم عبر الشبكات العمومية للاتصالات». ويعتبر هذا الصنف من القضايا أمرا حديثا وجديدا بالنسبة الى القضاء التونسي، إلا أنه رغم كثرة استعمال ارساليات الهاتف الجوال لاغراض العبث والشغب فإنه نادرا ما يتم إلقاء القبض على المعنيين أو تسجيل دعاوى قضائية ضدهم، باستثناء ما سجلته المحكمة الابتدائية بتوزر عندما أدانت طبيبا اعتدى على مسؤول بمؤسسة تربوية باستعمال نفس أسلوب ارساليات الهاتف الجوال.