علمت «الشروق» أن المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي لن يجتمع اليوم الجمعة كما كان مقررا له وأنه قد أجل الى مساء الثلاثاء القادم 11 ماي 2004. وتأكد ل»الشروق» أن تأجيل انعقاد المكتب السياسي قد انبنى على خلفية الحرص على حضور كامل الأعضاء في الموعد المعيّن حتى يتسنّى تطارح عدد من الملفات الهامة العالقة بمسيرة الحزب والتي هي على صلة وثيقة ب3 مسائل هامة: سير عمل لجنة الاعداد للمؤتمر القادم. تكرّر غياب عدد من الأعضاء عن اجتماعات المكتب السياسي وتحديدا منذ المجلس الوطني الأخير. سفر السيد المنصف الشابي الى دمشق وما رافقه من تداعيات وظروف غير جلية. واستفادت «الشروق» اجماع أعضاء المكتب السياسي الفاعلين على الدراسة المعمّقة لكل هذه المسائل ومعالجتها بصفة شفافة وقانونية حتى لا تُسهم في زيادة الطين بللا أمام حركة الحزب نحو الوفاق والانسجام. من جهة أخرى علمت «الشروق» أن محكمة الاستئناف بتونس قد صرفت النظر في قضية الحارس القضائي المقام بها من قبل مجموعة ما يُعرف ب»الوحدويين الأحرار» الى جلسة يوم 24 ماي 2004 وذلك للجواب من القائمين بالدّعوى. ويبدو من خلال أطوار جلسة يوم أمس أن المرافعات والتقارير قد انتقلت من أصل القضية الذي هو «تعيين الحارس القضائي» الى النظر في اعتبار المجموعة المتكونة من السيد البشير البجاوي ومن معه ناشطة في داخل حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أو خارجه. وفي الوقت الذي أشار فيه الأستاذ فيصل الزمني ل»الشروق» أن منوبيهم من مناضلي الوحدوي وهم أفراد وليسوا حزبا سياسيا مستقلا وقال: «إن القيام بالقضية في تسمية الحارس القضائي لا يجوز النظر له على أنه قيام ضد الحزب من أجل ادخال عنصر أجنبي عليه بل إن القيام إنما هو من أجل انقاذ الحزب كمؤسسة سياسية». وأشار الى أن الحراسة القضائية هي المخرج القانوني الوحيد من الوضعية الحالية للحزب وقال الأستاذ أحمد الاينوبلي أن المسألة محسومة على اعتبار أن المجموعة المعنية قد شكلت حزبا سياسيا وعيّنت في فترة سابقة أمينا عاما وهو ما يعدّ تخلّيا عن الوحدوي الديمقراطي وأضاف: «كما أن هؤلاء لا يملكون انخراطات في الحزب فمن ذلك هم يعتبرون خارجين عنه..». وأكد الاستاذ الاينوبلي أن القضية منشورة أمام القضاء والمحكمة المتعهدة هي التي ستتولى الفصل فيها بأحادية وطبقا للقانون وقال ان القضية هي ذات طابع نزاع مدني مما يجعل من الضرورة التأكيد على أن الدفوعات القانونية يجب أن تقدم مكتوبة للمحكمة التي ترقى عن أيّ تأثير أو مزايدات.