حدثت تطورات مثيرة جدا يوم أمس في جريمة القتل التي استهدفت تلميذتين بحي خالد بن الوليد بمنوبة. فبعد أن ورطت التحاليل الجينية كهلا مختل المدارك العقلية (وفق ما نشرته «الشروق» في عددها الصادر يوم أمس) عادت التحاليل الجينية لتورّط المشبوه فيهما الآخرين وهما شابان في مقتبل العمر ويتمتعان بمداركهما العقلية كاملة. ولا تبدو نتيجتا التحليلين متناقضتين فهذه لا تنفي تلك وفق آخر ما توصل إليه المحققون. فقد علمنا أن التحاليل الجينية التي ورطت الكهل المختل المدارك تتمثل في تطابق سائله المنوي مع آثار تمّ العثور عليها في ملابس الضحيتين (أو احداهما على الأقل) فتركزت ضده مبدئيا شبهة القتل والاعتداء الجنسي. لكن التحاليل الجينية المتعلقة بالشابين الآخرين المتمتعين بمداركهما العقلية كاملة قلّبت الشبهة بتوصّلها الى نتائج مشابهة للأولى. وإزاء هذا الغموض، توصل المحققون وفق آخر الأخبار التي بلغتنا يوم أمس الى الفرضية الأقرب الى المنطق والصحة وهي أن يكون الشابان ارتكبا جريمتي القتل والاعتداء الجنسي قبل أن يتخلّصا من الجثتين فلما مرّ الكهل في وقت لاحق بالجثتين اعتدى جنسيا عليهما (أو على احداهما). وكانت الجثتان ظهرتا يوم 25 أفريل الماضي بمجرى واد قريب من جبل عمار القريب من حي خالد بن الوليد (حيث تسكن الضحيتان) وانطلق البحث في الحال فحصر أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمنوبة شبهتهم في الشابين سابقي الذكر قبل أن تشمل الشبهة الكهل المختل عقليا. والملاحظ أن هذه الصفة غير مؤكدة فقد وصف الكهل باختلال المدارك لأنه يعيش منفردا في أعلى الجبل ولا يتصرف ظاهريا مثل العقلاء لكن نتائج الاختبار الطبي قادرة لوحدها على اظهار مدى تمتعه بمداركه العقلية. ونؤكد مرة أخرى أن آخر الأخبار التي جمعناها حتى يوم أمس لا تعني أن الشابين قاتلان وأن الكهل اعتدى جنسيا على الجثتين فهي مجرد شبهة قد تتأكد وقد يتم دحضها. ولعل فرقة مقاومة الاجرام التي تمسك حاليا بملف القضية قادرة في القريب العاجل على اظهار الحقيقة كاملة بالتعاون والتنسيق مع بعض الجهات الأمنية الأخرى مثل فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمنوبة.