أحيل أمس أحد المتهمين في قضية اختطاف واغتصاب ومقتل التلميذتين بجبل عمار المتاخم لحي خالد بن الوليد بمنوبة، على لجنة من الأطباء، لتحديد مدى مسؤوليته عن أفعاله. وعلمنا أن عدد الموقوفين على ذمة التحقيق قد بلغ الى حدّ الآن خمسة أشخاص بينهم كهل في الخمسين من العمر يشتبه في أنه مختل المدارك العقلية، وقد اعترف أحد المتهمين وهو شاب عمره 25 سنة بعملية الاختطاف ثم الاغتصاب والقتل، كما أفادت نفس المعطيات أن متهمين آخرين يشتبه في مشاركتهما في وقائع الجريمة خاصة بعدما أثبتت التحاليل الجيينة تورّطهما في الاغتصاب، بعد العثور على آثار بعض سوائلهما بجثتي الطفلتين الهالكتين، فيما أنتجت الأبحاث امكانية استبعاد التهمة في خصوص متهم رابع، آلا أنه مازال موقوفا على ذمة التحقيق لمواصلة الأبحاث في شأنه لأنه رافق التلميذتين قبل اختطافهما، ومن المتوقع أن يتم الافراج عنه قريبا. إذن أصبحت التهم موجهة الى أربعة مشتبه بهم وعلى رأسهم الشاب البالغ من العمر 25 سنة وهو من متساكني حي خالد بن الوليد، وقد بدا هو أيضا يعاني من أمراض نفسية وعصبية ويتناول أقراصا طبية للتداوي، ويعرف في الحي باسم «العفريت»، اضافة الى الكهل المشتبه في أنه مختل المدارك العقلية وشابان آخران تعرفت التحاليل الجينية على آثار سوائلهما في بقايا من جسدي البنتين، هذا وقد تأكد من تقارير الطبيب الشرعي أن الوفاة كانت ناجمة عن الخنق اضافة الى وجود آثار لضربات في مستوى الرأس بآلة حادة، إلا أنه مازالت بعض الحلقات المفقودة في الأبحاث، وهي أساسا دور كل واحد من المتهمين، وان كانوا قد ا رتكبوا الجريمة مجتمعين بعدما قاموا بخطف الهالكتين أم أنهم ارتكبوا ذلك فرادى. كما لم يتأكد بعد هل قام أحد المتهمين، وهو الكهل «المختل عقليا» بمواقعه الجثتين أم لا؟ وإن كان فعل، فإنه يبدو أن لا وجود لنص قانوني يمكن أن يجرّم هذه الفعلة، إذ يفترض فعل المواقعة أن يكون الجاني قد قهر إرادة المجني عليه، وهو ما يؤكده رجال القانون وقد تناول الباحث الفرنسي «ايميل قارسون» المختص في علم الاجرام مثل هذا الأمر واعتبر أن لا وجود لجريمة ا ذا واقع شخص جثة، فالمشرّع، يشرّع للحالات العامة وليس للحالات الاستثنائية، وهي تبقى اشكاليات وأسئلة، قد يجد لها المحققون والباحثون ورجال القانون والقضاء بتونس حلا.