نظرت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالكاف مؤخرا في ملف قضية تخصّ عصابة تدليس عملة وطنية تتركب من خمسة شبان تتراوح أعمارهم بين 23 و34 سنة. وبعد المفاوضة قضت الهيئة بإدانة جميع المتهمين وسجن كل واحد منهم مدة 5 أعوام. وكان منطلق الأبحاث في هذه القضية اثر تفطن السلط الامنية الى ظهور أوراق نقدية مزيفة من فئة 10 دنانير يتم تداولها في الاسواق فتم فتح محاضر أبحاث بعلم النيابة العمومية وتعهد المحققون بالبحث عن هويات المشبوه فيهم ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى تمكنوا من القاء القبض على أفراد العصابة المتركبة من خمسة شبان وهم بصدد ترويج العملة الوطنية في الأسواق وذلك بشراء ما يحتاجونه من مأكولات ومشروبات وملابس وغيرها وكادت تنطلي الحيلة على التجار لنقص خبرتهم بالمعاملات المالية بالاضافة الى التسرع في انجاز عمليات البيع التي لا تسمح بالتعرف على حقيقة هذه الأوراق التي وقع معالجتها بدقة متناهية بواسطة الحاسوب وطبعها بآلة «السكانار» مما يصعب على المواطن العادي التفطن الى تزييفها. وعندما بحث المحققون في مجريات هذه القضية توصلوا الى أن المتهم الأول البالغ من العمر 23 سنة وهو شاب خبير في الاعلامية قام بتدليس مبلغ يقدر بثلاثين ألف دينار بواسطة «السكانار» ثم انتدب أربعة شبان يقاربونه في العمر ليتولوا مساعدته على ترو يج هذه العملة وقد اقتصروا على شراء حاجياتهم الضرورية من الأسواق اعتقادا منهم أنه بهذه الطريقة يكونون بعيدين عن الشبهات ولن تطالهم يد الشرطة ولكن هذا كان الى حين. إذ وجدوا أنفسهم في قبضة الأمن وبالتحرّي معهم اعترفوا بفعلتهم معللين أقوالهم أن حاجتهم الملحة للأموال هي التي دفعتهم الى ارتكاب هذه الجريمة التي نالوا من أجلها العقوبة المذكورة.