نظرت هيئة الدائرة الجنائية بمحكمة الكاف مؤخرا في ملف قضية تورط فيها شاب يبلغ من العمر 23 سنة بقتل والدته خنقا. وبعد المفاوضة وتلاوة قرار دائرة الاتهام أصدرت الدائرة حكمها باعدام المتهم. وتتلخص أطوار هذه القضية في ان المتهم كان يقيم مع والدته باحدى مناطق الشمال الغربي وتعاقد مع البطالة وصنع عالما لنفسه بعيدا عن المجتمع إلا من بعض الاشرار الذين كانوا يحرضونه على عقوق والدته إلى أن أصبح لا يقيم وزنا للعمل الشريف وفضل الاتكال على أمه المطلقة والفقيرة فكان يعود إليها من حين لآخر ليحصل على حاجته متوخيا في ذلك أسلوب العنف الشديد دون رحمة ولا شفقة ضاربا بكل القيم الأخلاقية النبيلة عرض الحائط. ورغم ذلك كانت الأم رحيمة به فلم تشكه للقضاء معتقدة أنه سوف يغير سلوكه ازاءها غير انه تمادى في طغيانه وعقوقه. وذات مساء عاد إلى المنزل غاضبا وشرع في تقريع والدته واصفا اياها بكلمات نابية ثم تناول وجبة العشاء واستلقى فوق فراشه وطفق يفكر في نسبه حتى توصل إلى ان تاريخ ميلاده جاء بعد فراق والدته بثلاث سنوات وبهذا التحليل الشيطاني أدرك انه «لقيط» وبدأت الهواجس الخبيثة تمخر مخيلته وتشكك في سيرة والدته ولم يجد مخرجا له من هذه الدوامة غير الانتقام من أمه التي كانت نائمة في غرفة مجاورة له. ومع منتصف الليل تسلل الابن إليها وقبض على عنقها بيديه وراح يضغط بكل قواه إلى أن تيقن من موتها ثم بقي مضطربا ومحتارا في الأمر إلى اليوم الموالي ليعلن الأجوار بوفاة والدته بعد أن تقمص دور الابن الحزين على فراق والدته الوحيدة غير ان هذه المسرحية لم تنطل على الأجوار الذين شككوا في موت الأم ومروا هذه الشكوك إلى رجال الأمن. وبالتحري معه اعترف في كامل مراحل الأبحاث بارتكاب هذه الجريمة على النحو المذكور، كما تأكد من خلال التقرير الطبي ان الوفاة كانت نتيجة الخنق.