وسط مشاركة عربية واسعة بدأت أمس الاجتماعات التحضيرية المستأنفة لوزراء الخارجية العرب برئاسة الحبيب بن يحي وزير الشؤون الخارجية التونسي للإعداد للقمة العربية المزمع عقدها في 2223 من شهر ماي الجاري. وبدأت الاجتماعات بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في الحادية عشرة صباحا ومن المقرر أن تستمر ثلاثة أيام (810 ماي الجاري). يشارك في الاجتماعات التحضيرية المستأنفة 17 وزيرا للخارجية باستثناء دولة الإمارات التي يمثل وكيل وزارة الخارجية ودولتي الصومال وجزر القمر ويمثلها المندوب الدائم لكل منهما بالجامعة. وقد سبق الاجتماع لقاء تشاوري لوزراء الخارجية بمشاركة الأمين العام للجامعة استغرق نحو 45 دقيقة. ورغم الإعلان عن عقد جلسة علنية لمدة 10 دقائق والسماح بدخول الصحفيين ووسائل الإعلام أعلن الحبيب بن يحيى رئيس الاجتماعات أن أعمال الاجتماعات سوف تبدأ بعقد جلسة مغلقة إلا أن هذه الاجتماعات هي استئناف لتلك التي عقدت في تونس في شهر مارس الماضي ثم لا توجد ضرورة لعقد جلسة علنية وطلب من الصحفيين الخروج وأنه يرافق كل وزير خارجية 4 فقط. ولوحظ على غير العادة حدوث تعديلات لأول مرة في مقاعد وزراء الخارجية وترتيب الدول وهو إجراء يحدث للمرة الأولى منذ تأسيس الجامعة حيث استبدل بدء الترتيب بالحروف الأبجدية للمقاعد من يمين المنصّة بدلا من شمالها وفقا لما كان متبعا وقد جلس رئيس وفد الأردن وزير الخارجية مروان المعشر في بداية المقعد الدائري من يمين المنصة ومن بعده وفود تونس والجزائر والسعودية والسودان. وكانت هذه الدول تجلس في نهاية المقعد أي بداية من الشمال... وهو الأمر الذي تندر به بعض الصحفيين وأعضاء الأمانة العامة للجامعة واعتبروه قبل الخطوة الأولى للإصلاح والتطوير وقال البعض ربما تغيرت مواقف الدول وتحسنت بتغيير أماكنها ومقاعدها التي ظلت عليها طيلة السنوات الماضية منذ تأسيس الجامعة. وعلى جانب آخر علمت «الشروق» أن جدول الأعمال الموزع على الوفود يتضمن 5 بنود أساسية ستجرى عليها المناقشات ويتصدرها الصراع العربي الإسرائيلي ثم تطورات الوضع بالعراق وينتهي بمشروع بيان أو إعلان تونس كما يتضمن عقد قمة عربية لاتينية ومشروع بيانه حول الرؤى العربية للإصلاح بجانب تطوير العمل العربي المشترك ومنظومة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني. ويشير المراقبون إلى أن الحضور في هذه الاجتماعات هو الأكبر من نوعه لوزراء الخارجية العرب مما يعكس الرغبة الحقيقية لإنجاح هذه الاجتماعات والتوصل إلى آتفاقية حول مشروع القرارات التي سترفع إلى القمة. وشهد بداية الاجتماعات مشاورات جانبية كان من أبرزها تلك التي دارت بين وزيري خارجية مصر وليبيا لمدة دقائق وهما واقفان وكذلك بين وزيري خارجية ليبيا ولبنان وبين وزيري خارجية السعودية وسوريا. وكانت تحركات الصحفيين داخل مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مقصورة على المركز الصحفي أو الحالة المواجهة له. ** اقتصار على الوزراء القاهرة خاص «الشروق»: بعد نحو الساعة من بدء الاجتماعات تقرر ان تستكمل الجلسة الصباحية أمس وأن تقتصر على وزراء الخارجية ورؤساء الوفود. وذكرت مصادر دبلوماسية عربية ان قرار عقد الجلسة وقصرها على الوزراء جاءا استجابة لطلب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي حيث تم بعدها خروج بقية أعضاء الوفود المشاركة للوزراء. وكان السيد الحبيب بن يحيى رئيس الجلسة اقترح في بدايتها ان يقتصر الحضور على 4 أعضاء فقط مع كل وزير. وقد استكمل الوزراء اجتماعهم بالقاعة السفلية للجامعة التي تناولوا بها طعام الغداء. **عمرو موسى: مطلوب موقف عربي قوي القاهرة (الشروق): نفى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وجود خلاف يمني عراقي شهدته اجتماعات وزراء الخارجية العرب وأكد أن كافة ابعاد التصعيد سواء في العراق أو في الأراضي الفلسطينية سوف تعرض على القمة المقبلة. وقال الأمين العام في المؤتمر الصحفي مساء أمس بعد انتهاء جلسة العمل الثانية ان الموقف العربي ثابت تجاه حل الصراع العربي الاسرائيلي وضرورة استعادة الحقوق الفلسطينية وفقا لقرارات الأممالمتحدة وأكد أهمية بناء موقف عربي قوي خلال قمة تونس بالاستفادة من كافة التطورات الحالية بما فيها رسالة الضمانات الأمريكية للأردن وأن يكرس هذا الموقف الرؤية العربية تجاه كل المشروعات والمقترحات المطروحة. وأكد التزام الجامعة بالحفاظ على سيادة العراق ووحدة أراضيه وأنها تعمل لمصحلة شعب العراق وتتعامل مع كل فئاته ولا تميل لمصلحة أحد على حساب آخر. ووصف أجواء اجتماع وزراء الخارجية بالودية وأنها تعكس الحرص على المصلحة العامة. من جانبه أكد وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ان قضية العراق حظيت بوقت كبير في جلستي العمل اللتين عقدتا أمس وقال ان «وزير خارجية العراق» قدم عددا من الايضاحات ردا على تساؤلات تقدم بها بعض وزراء الخارجية العرب. وكشف ماهر بأن بعض هذه الأسئلة كانت حساسة لكنها سعت إلى استجلاء الحقيقة ومساعدة العراق وصولا إلى مرحلة خروج القوات واستعادة سيادته على أراضيه. ويواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم اليوم الأحد حيث تعقد الجلسة الثالثة صباحا لاستعراض بقية جدول الأعمال.