دوز الشروق نورالدين بالطيب: أختتمت مساء أمس السبت في دار الثقافة محمد المرزوقي بدوز الدورة الاولى لملتقى محمد المهدي بن نصيب للشعر الذي كان مناسبة لاستحضار التجربة الشعرية لهذا الشاعر الذي وافاه الاجل المحتوم في 15 فيفري 2003 بعدرحلة عذاب وألم ومرارة امتدت من 22 ماي 1954 الى حين وفاته كما كان يؤكد في قصائده ونصوصه محمد المهدي بن نصيب كان نموذجا للشاعر الذي تحدّى بالكتابة الألم والفقر وصنع من آلامه اغنيات للفقراء وللبائسين. الدورة الاولى التي حرصت المندوبية الجهوية للثقافة والشباب والترفيه على أن تكون اعترافا بابداع هذا الشاعر الذي اختار الحياة في الهامش ودفع ثمن ذلك عزلة وفقرا وألما بسبب معاداة المؤسسة الاجتماعية له و»افراده افراد البعير المعبّد» كما قال طرفة بن العبد وكأنه يتحدث عنه شخصيا هذا ما تناوله الشاعر عبد الله مالك القاسمي في شهادته «وردة رمل في في اناء ظامئ» أما الناقد والباحث الاجتماعي حسن مبارك فتعرّض في مداخلته لدلالات الانتماء في شعر بن نصيب ملاحظا ان الالفاظ عنده تأخذ دلالات اخرى تفيد عكس المفهوم المتداول احيانا. أما الدكتور محمد الاحول فتعرّض في مداخلته لمفهوم الغربة في شعر محمد المهدي بن نصيب ملاحظا ان الشاعر ينهل من تراث عربي عريق كالذي عرفناه عند التوحيدي وغيره من الشعراء والكتّاب الذين كانت حياتهم احتجاجا على الهامش وعن الهامش ايضا تحدّث الناقد محمد المي الذي اهتمّ بالهوامش التي اعتاد الشاعر ان يلحقها بنصوصه وهي دراسة طريفة كانت قراءة في هوامش الشاعر في حين تحدّث صالح الدمس عن علاقته بالصحراء وبمدينة دوز تحديدا التي عرفها من خلال الشاعر الراحل. الى جانب هذه المداخلات انشد الشاعر منصف الوهايبي بعض قصائده الجديدة وكذلك شمس الدين العوني وعبد الله مالك القاسمي وبعض شعراء الجهة منهم نجوى بن أحمد وعرضت فرقة بلدية دوز للتمثيل مسرحيتها «خلّوني» وهو العرض عدد اربعين في السنة الاولى للمسرحية. توصيات ملتقى محمد المهدي بن نصيب كان مناسبة لاستحضار هذا الشاعر المبدع الذي عاش في الهامش ومات على الهامش لكنه خرج من قسوة الجغرافيا الى دفء التاريخ وكان المعرض الذي انجزه العاملون في المكتبة العمومية ودار الثقافة بدوز منهم الفنان صالح الصويعي المرزوقي مناسبة لاستحضار عطاء هذا الشاعر الكبير. الملتقى كان بسيطا وعميقا فشكرا للمندوبية الجهوية للثقافة والشباب والترفيه بقبلي على رعايته.