يعود تاريخ وقائع هذه القضية إلى الأسبوع الثاني من شهر جويلية الماضي حين تقدم مسؤول أممي مزدوج الجنسية تونسي فرنسي يشرف على مؤسسة الهلال الأحمر الأوروبي التابع لهيئة الأممالمتحدة التي مقرها الدائم باريس إلى احد المساجد بالعاصمة الفرنسية طالبا من إمامه أن يختار له شابا من المصلين ليوفده إلى قطاع غزة بفلسطين المحتلة بغية إيصال شاحنة من الحجم الكبير من نوع " رينو"كهدية للحكومة المقالة التي يرأسها اسماعيل هنية من هذه المنظمة الإنسانية والخيرية إلى شعب غزة المحروم وقد أكد هذا المسؤول الاممي على الإمام ان ثلاث شاحنات أخرى من نفس النوع ولنفس الغرض ستشارك في هذه البعثة التي ستنطلق من باريس إلى غاية غزة مرورا بميناء مرسيليا ثم عبورا لتونس وليبيا ومصر ثم معبر رفح الذي كان أيامها مفتوحا في وجه الوافدين على القطاع. وفي الابان راح الامام في إطار اجتهاده يبحث عن سائق له كل المواصفات التي تستجيب لهذه الرحلة فوقع اختياره على شاب تونسي يبلغ من العمر الثلاثين سنة أصيل مدينة مساكن أعزب مقيم في المكان وبعد أن قبل هذا الأخير الاقتراح سلم جواز سفره إلى إدارة هذه المنظمة التي وفرت له تأشيرة الدخول إلى جانب تسجيل الشاحنة في جوازه حتى تسهل له عملية التنقل من بلد إلى بلد وعند وصوله إلى ميناء حلق الوادي غرر به الشيطان بعد أن أتم كل الإجراءات القمرقية التي تكلف بها وسيط قمرقي وعند حصوله على الترخيص القانوني الذي يسمح له بالدخول إلى التراب التونسي عندها خطرت بباله حيلة شيطانية ادعى ان مفتاح محرك الشاحنة قد ضاع منه في الباخرة أثناء الرحلة بين الميناءين الأمر الذي يستوجب تغيير قفل الشاحنة بأحد الدكاكين المختصة في الغرض فاكترى لذلك شاحنة أخرى لنقله وشاحنته إلى مسقط رأسه في مدينة مساكن وبعد مدة دخل في مساومات مع إدارة هذه المنظمة الأممية مما دفع بممثلها إلى القدوم الى مساكن وتقديم شكوى في الغرض ولما تعهد أعوان فرقة الشرطة العدلية التابعة لمنطقة سوسة الجنوبية بالبحث في القضية بحضور الشاكي تبين لهم ان هذا الشاب أراد التحيل من اجل الاستحواذ على هذه الشاحنة فتم ايقافه في الحين وتسليم الشاحنة إلى إدارة الجمارك التونسية لتسوية وضعيتها القانونية وإرجاعها إلى أصحابها المتهم في قضية الحال سيحاكم من قبل إحدى الدوائر القضائية بمحكمة سوسة باعتبار أن المتضرر والمتهم يحملان الجنسية التونسية.