تفيد الأبحاث التي أجراها مؤخرا أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة امن سوسةالمدينة أن أستاذة تعليم ثانوي في مادتي التاريخ والجغرافيا سنها تجاوز الأربعين سنة تدرس بمعهد حمام سوسة 2 قد تلقت خلال رسالة مجهولة المصدر وضعها محررها تحت باب منزلها الخارجي الكائن بحي سهلول وعند فتحها تضمنت عبارات تهديد قد يؤدي بها الأمر إلى فقدان حياتها وحياة ابنتها الطالبة إن لم تستجب لرغبة صاحب الرسالة الذي أمرها وابنتها بوجوب ارتداء النقاب وإلا فان حياتهما ستتعرض إلى الخطر المحدق وبناء عليه وجهت هذه الأستاذة عريضة إلى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسوسة الأولى مرجع النظر عدليا قصد إحاطته علما بخطورة التهديدات التي احتوتها هذه المراسلة. ومن الإجراءات الأولية التي اتخذها ممثل النيابة العمومية هو تكليف أعوان هذه الفرقة بالبحث في القضية لإماطة اللثام عن هوية المهددين وسرعان ما انتشر الخبر في الأوساط المدرسية كانتشار النار في الهشيم مما اقض مضاجع الأولياء والأساتذة الذين قرروا مساندة زميلتهم وقد ظن بعضهم أن هذه العملية تقف وراءها جماعة التيار السلفي لكن رجال الشرطة فندوا كل هذه الإشاعات التي لا تمت إلى الواقع بصلة باعتبار ان رجال هذه الفرقة توصلوا في وقت وجيز إلى الكشف عن هوية محرري الرسالة و هما تلميذان يزاولان تعلمهما بنفس المعهد الذي تشتغل فيه هذه الأستاذة والغريب في الأمر أنهما سيجتازان في آخر هذه السنة الدراسية امتحان شهادة الباكلوريا. وعند إيقاف الواحد تلو الآخر تبين أنهما أصيلا منطقة القلعة الصغرى وعند استنطاقهما اعترفا جملة وتفصيلا بما نسب إليهما مبررين فعلتهما هذه أن المربية سبق ان درستهما في السنة الثانية من التعليم الإعدادي كما بينا للأعوان أن مطالبتهما بوجوب فرض ارتداء النقاب على البنت الطالبة وأمها الأستاذة هو أمر وهمي لا غير وكل ما كانا يخططان له هو التنكيل بها وبعائلتها والسبب في ذلك حسبما صرحا به لأعوان هذه الفرقة هو أن هذه الأستاذة كانت صارمة وشحيحة عند إسناد إعداد الامتحانات حين كانا يدرسان عندها منذ خمس سنوات خلت.