ستشهد الدورة القادمة من امتحانات الباكالوريا التي ستنطلق يوم 4 جوان المقبل ترشح قرابة 65 ألف تلميذة وتحديدا 64974 تلميذة من جملة 117186 تلميذا مترشحا سيخوضون امتحانات الدخول الى الجامعة وهو ما يجعل حصة الفتيات تصل الى 56 من المترشحين لهذه الامتحانات الوطنية. هذا التفوق العددي للتلميذات كثيرا ما كان مشفوعا بتفوق نوعي اذ كشفت نتائج الدورة الماضية لامتحانات الباكالوريا أن قائمة الستين الأوائل في الباكالوريا تضمنت 43 فتاة. كما فازت الفتيات بالجوائز الرئاسية الممنوحة في يوم العلم في عديد الشعب والاختصاصات والشهادات. وانعكس هذا التفوق في الباكالوريا على حضور الطالبات في الجامعة التونسية إذ تجاوزت النسبة 55.1 بعد أن بلغ عدد الطالبات 144674 طالبة مقابل 117828 طالبا خلال السنة الجامعية 2002 2003. كما برز هذا التفوق في اعداد الخريجين إذ بلغ عدد الخريجات 15120 في مختلف اختصاصات الدراسة الجامعية من جملة 28565 خريجا. ويؤكد المختصون أن التفوق العددي في المؤسسات التعليمية بمختلف درجاتها يندرج في اطار التفوق العام للإناث في عدد السكان وفي نسبة التمدرس اضافة الى أن التلميذات والطالبات وخاصة في الجهات الداخلية أكثر إقبالا على التعلّم والمثابرة إذ أن أغلبهن يخصصن كامل أوقاتهن للدراسة ويندر أن تكون لهن هوايات أو شواغل أخرى غير تعليمية أو بعيدة عن مجالات التحصيل العلمي والمعرفي. ولا يميل المختصون الى ربط التفوق العلمي للفتيات بأسباب في علاقة بتركيبة العقل النسائي أو في تفوق قدرتهن على الاستيعاب والتفكير أو تحمل ضغط الدراسة واعداد الدروس وحلّ الاشكاليات المطروحة في الامتحانات. ويستدل المختصون على هذه الآراء بأن التفوق العلمي للفتيات لم يكن دائما ولن يكون كذلك مستقبلا بالتأكيد باعتبار أنه لم يظهر الا خلال السنوات الأخيرة لما انقلبت المعادلة العددية وهو ما يرجح أن التفوق النوعي مرتبط بالتوفق العددي.