في أعقاب اجتماع طارئ للهيئة المديرة للنجم الساحلي عقد مساء أول أمس رئيس الجمعية السيد عثمان جنيح ندوة صحفية سلط خلالها الضوء على المظالم التحكيمية التي استهدف لها الفريق في مرحلة الاياب على وجه الخصوص آخرها ما حدث يوم الأحد الماضي في ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير ضد اتحاد المكان. فالرجل تكلم بصدق وقدم بطواعية جردا مفصلا في الأخطاء التحكيمية التي تضرر منها النجم الساحلي مشيرا إلى تواترها بصفة تدعو إلى الاستغراب وتفتح كل أبواب التأويل.. فأن يخسر الفريق عددا من النقاط فذلك يدخل في إطار اللعب والتنافس أما أن يتحقق ذلك عن طريق أخطاء قاتلة ارتكبها أصحاب الصفارة بشهادة القاصي والداني فإن الأمر يصبح من الخطورة بمكان. في بداية حديثه قال رئيس النجم: «تمنينا لو اجتمعنا في ظروف أفضل إلا أن تسلسل الأحداث وخاصة ما تعرض له الفريق في مقابلة الاتحاد المنستيري الأخيرة حتم تسليط الضوء على بعض الأمور. وقبل ذلك لابد من الاشارة إلى أن منطق الأمور في بطولتنا وروح المنافسة فيها يفرضان أن ينتظر متابعوها بطولة نزيهة وأن يكون النجاح للأجدر.. لكن واقع الأمور مختلف عندنا عن هذا المنطق الذي أصبح تحقيقه تقريبا مجرد حلم وذلك نظرا لما تعرفه بعض المقابلات البطولة من مظالم تحكيمية وهفوات غريبة وسياسة المكيالين في تطبيق القانون. *الحكم بشر.. والنجم «حجر»؟ وقد أشار السيد عثمان جنيح إلى ان الهفوات التحكيمية خلال الجولتين الماضيتين لم تعد تقتصر على التقديرية منها بل بلغت حد الغاء هدف شرعي لا غبار عليه مثلما حدث في مباراة الأحد الماضي في المنستير وأن عدم احتسابه شكل وصمة عار.. قبل أن يضيف: «إذا كان الحكم بشرا فلماذا يخطئ الحكم ضد النجم ويصيب مع المنافس؟ لماذا نريد من الحكم أن يكون بشرا ويطلب من النجم أن يكون «حجرا» لا يتأثر بالمظالم التحكيمية ولا يطالب بانصافه من مثل هذه المهازل؟ *وضع السلط أمام مسؤولياتها رئيس النجم أشار «أن الوضع الراهن حتم على الهيئة المديرة عقد اجتماع طارئ خارق للعادة لأجل تدارس هذه المواقف واتخاذ اجراءات عاجلة وأخرى على المدى المتوسط نرمي إلى وضع السلط وكل من يهمه أمر كرة القدم التونسية أمام مسؤولياتهم من أجل ايقاف هذا النزيف ورفع الضيم عن الفريق وتبعا لذلك قررنا طلب اجتماع مع والي سوسة السيد عبد الرحمان ليمام وتقديم لائحة تتضمن مختلف المظالم التي استهدف لها النجم دون سواه وذلك في انتظار ضبط موعد مع السيد وزير الرياضة لاطلاعه على كل التجاوزات». السيد عثمان جنيح استطرد قائلا: «بالرغم من مرارة التجاوزات سيظل النجم الساحلي مدرسة رياضية وأخلاقية ومنجما للمواهب ولن يتخلى عن دوره الريادي في تطعيم المنتخبات الوطنية بالأفذاذ من اللاعبين والكفاءات المختلفة لرفع راية الوطن خفاقة.. فمنذ ملحمة جنوب افريقيا إلى انجاز تونس كانت بصمات النجم واضحة في مختلف النجاحات وستظل.. ومهما تكن العوائق والمصاعب فلن تثنينا عن أداء رسالتنا بكل أمانة ووطنية». *أعتذر للأحباء.. وأتوسل إليهم وبنبرة فيها الكثير من التأثر توجه رئيس الجمعية للأحباء والأنصار بالاعتذار قائلا: «أعتذر من الأعماق لجمهور النجم وإن الجلسة العامة الانتخابية المقبلة ستكون مجالا للمحاسبة عن كل تقصير في حماية حقوق الجمعية لكن قبل ذلك أتوسل إليه أن يواصل تضحياته من خلال الوقوف إلى جانب الفريق في هذا الظرف بالذات في كنف الروح الرياضية السمحة التي عودنا بها وسيظل كما كان حصنا منيعا يحمي مصالح الجمعية. لقد خاض النجم سبعة أدوار نهائية للكؤوس الافريقية وفاز بخمسة ألقاب منها ثلاثة خارج الحدود وفي كل هذه المناسبات وسواء انتصر الفريق أو انهزم شرف النجم بلاده باحترامه ميثاق الرياضي وتصرف أبنائه بما يعكس صورة تونس الحديثة. لقد ظلمنا في بعض ملاعب افريقيا ولكننا تصرفنا بأسلوب حضاري دعم صورة تونس المشرقة التي يحملها عنها القاصي والداني». وحول سؤال ملح ألقاه المراسلون على السيد عثمان جنيح مفاده: إذا كان الترجي الرياضي يتحدث عن مؤامرة تحكيمية تحاك ضده فماذا يقول النجم الساحلي؟؟ أجاب رئيس الجمعية بالقول: كلمة «مؤامرة» لا توجد في مصطلحاتنا بالرغم من أن فريقنا من أكثر المتضررين حتى لا نقول أنه المتضرر الوحيد والضحية رقم واحد في بطولة هذا الموسم.