وسط الكم الهائل من المآسي والدمار وعمليات القتل والذبح والقصف الذي يجتاح يوميات السوري دون كلل، تنبت قصة هذا الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز الأسبوعين كرسالة أمل وحياة. هو مجهول الهوية، بطاقة تعريفه الوحيدة أنه سوري ولد تحت القصف والبراميل المتفجرة في بلدة الأنصاري، حتى إن تاريخ تصوير الفيديو لم يعلن عنه، ويرجح أنه قديم، لأن في كل ذلك تفاصيل لا أهمية لها وسط معجزة الحياة هذه. فابن الأيام القليلة انتشل حياً بعد ساعات أمضاها تحت الركام وأنقاض منزله المسوى بالأرض. وفي التفاصيل، يروي المسعف الذي انتشل الطفل، كيف كانت أمه تصرخ بشكل هستيري دون أن يفهم المسعفون ماذا تريد، لوهلة اعتقدوا أن جنوناً مسها، كيف لا وهي التي اعتقدت أنها فقدت "قلبها" هناك تحت سقف بيتها المهدم. ويتابع شارحاً أنهم تفاجأوا حين سمعوا بكاء طفل يشق الحجارة حين كانوا قد فقدوا الأمل في العثور على أحياء بعد ما يقارب 12 ساعة من انتشال المصابين والجثث.