دعا رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة الولاة الى تسخير كافة الامكانيات لمساعدة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على اداء مهامها في الجهات لتأمين العملية الانتخابية في افضل الظروف .وذكر مهدي جمعة في افتتاح ندوة الولاة صباح اليوم السبت بثكنة الحرس الوطني بالعوينة بان نجاح المسار الانتخابي والتجربة التونسية ككل مرهون بنجاح الانتخابات وتنظيمها في المواعيد التي حددها المجلس الوطني التأسيسي مؤكدا الدور الهام الموكول للولاة لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني وشدد على ضرورة مزيد التنسيق بين كافة أعضاء الجهاز التنفيذي الموسع على المستويين المركزي والجهوي مشيرا إلى أن التعاون بين هيئة الانتخابات والحكومة على المستوى المركزي كان بناء إلى حد الآن مما مكن من تجاوز الكثير من الاشكاليات ورفع تحديات عديدة. وأقر رئيس الحكومة بأن الوضعية في البلاد صعبة وأن هناك شكوك عديدة تتعلق بجدوى إجراء الانتخابات مضيفا قوله "إن ذلك يجب أن لا يؤثر في إيماننا بقدرتنا على تجاوز كافة المصاعب مهما كان حجمها". وبين أن العديد من الأطراف تستهدف المسار الانتخابي ولا تريد لتونس أن تتجاوز هذه المرحلة داعيا التونسيين إلى المشاركة في الاستحقاقات القادمة لتجاوز هذه المرحلة الاخيرة من الانتقال الديمقراطي والمساهمة في تحديد رؤية سياسية واضحة تؤمن الاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي المطلوب لاستقطاب الاستثمارات. من جهته أفاد وزير الداخلية لطفي بن جدو أنه قد تم تشكيل أربع لجان أمنية تتكون من ضباط رفيعي المستوى لمتابعة العملية الانتخابية كما تم تحديد مسؤول في كل ولاية يكون المخاطب الوحيد للهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وتحدث كاتب الدولة المكلف بالشؤون الجهوية والمحلية عبد الرزاق بن خليفة عن "الوضعية الحرجة" للعديد من المعتمدين والعمد والتي قد لا تسمح لهم بمساعدة الهيئة مقترحا في المقابل أن توفر كل وزارة ومؤسسة عمومية في الجهات سيارة للإدارة الجهوية لهيئة الانتخابات. وطرح اشكالية استغلال الفضاءات العمومية للأنشطة السياسية متسائلا عن كيفية تنظيمها مع تمكين كافة الاطراف السياسية من ذلك، كما استفسر عن طريقة تعامل هيئة الانتخابات مع ترشحات قدمها رؤساء أو أعضاء بعض النيابات الخصوصية التي قال "إنها أثارت تذمر العديد من الأطراف." وقدم رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار بالمناسبة عرضا تحت عنوان "الانتخابات ودور الولاة" استعرض فيه حاجيات الهيئة في الجهات ومختلف التحديات التي تواجهها في تنظيم الانتخابات. وإلى جانب موضوع الاستعداد للانتخابات يضم جدول أعمال ندوة الولاة نقطة ثانية تتعلق بمتابعة الاشغال العمومية المعطلة. وقدم الناطق الرسمي باسم الحكومة نضال الورفلي في هذا الشأن عرضا حول المشاريع التنموية المعطلة ومنهجية الحكومة في التعاطي مع هذا الملف. وبين رئيس الحكومة في هذا الصدد أن الحكومة ستحاول خلال الفترة المتبقية لها ايجاد حلول للتسريع في هذه المشاريع ووضع برامج على المدى القريب والبعيد.