تعد الباكالوريا امتحانا حاسما يغادر التلميذ اثر اجتيازه بنجاح مقاعد الثانوي لينضمّ الى صفوف الطلبة. وقد أشرفت هذه السنة على الانتهاء وبدأ العد التنازلي نحو الرابع من جوان القادم تاريخ انطلاق الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا لهذه السنة فآنبرى التلاميذ كل يستعدّ حسب طريقته لخوض هذا الامتحان الذي يحظى باهمية فائقة في الوسط التربوي والمجتمع بصفة عامة. حول استعدادات التلاميذ والأطر التربوية لهذا الحدث وحول انطباعاتهم وطموحاتهم كانت لنا هذه الباقة من الآراء: * السيد محمد: اطار تربوي: تستعدّ الادارة التربوية كل سنة لضمان سير ناجح لامتحان الباكالوريا وتحاول ان توفّر لابنائها التلاميذ المناخ الملائم للعمل والاجتهاد. هذا وقد انطلقت استعدادات هذه السنة بتنظيم منتدى الباكالوريا جهويا ومحليا لفائدة تلامذة كافة الشعب في المواد الاساسية الخاصة بكل شعبة. هذا بالاضافة الى تدعيم دروس الدعم والتدارك كامل أيام العطل الاسبوعية والرسمية مع فتح المكتبة لاستقبال لتلامذة الباكالوريا وتسهيل عملية حصولهم على المراجع التي وُضعت على ذمّتهم. كما تمّ مؤخرا توزيع بطاقات الترشح للحصول على منحة جامعية ومختارات من مواضيع الباكالوريا لسنوات 2001 2002 2003 في شكل صحيفة تم تعميمها على كافة التلاميذ بصفة مجانية. وفي ظل هذه المجهودات المبذولة من طرف الادارة سجّل مؤخرا تعمّد بعض التلاميذ التغيّب عن مواكبة الدروس العادية وذلك بدعوى الانطلاق في المراجعة ولهؤلاء اقول ان المراجعة عمل متواصل ينطلق من بداية السنة ويمتدّ الى نهايتها فتكديس الدروس غير مجد البتة لأن الوقت قصير ولا يسمح بمراجعة هذا الكم الهائل من المعلومات. لذا أدعو هؤلاء وغيرهم الى السعي قدر الامكان الى متابعة دروسهم العادية بالاضافة الى دروس الدعم والتدارك لانها في صالحهم اذ قد يتضرّر التلميذ ويندم على عدم متابعته لمثل هذه الحصص لما تكتسيه من اهمية بالغة. وأحث ابنائي وبناتي على مزيد بذل الجهد والمثابرة وتنظيم الوقت وحسن استغلال اوقات الفراغ بالمراجعة في شكل مجموعات مصغّرة يتوفّر فيها الانسجام مع تنمية القدرات الشخصية في التعامل مع المنهجية وتوظيف المعلومات وحسن التصرّف فيها. وإن امتحان الباكالوريا كغيره من الامتحانات يتطلّب من التلميذ حسن الاستعداد النفسي والتخلي عن كل شعور بالرهبة والخوف الذي يخلّف فقدان الثقة في النفس مما يكون احيانا سببا في فشل التلميذ وفي هذه الحالة يجب عليه ان لا يستسلم لليأس بل يتحدّاه بالعزيمة والارادة القوية. وفي اطار الاحاطة النفسية بالتلاميذ بادر بعض الاساتذة بفتح حلقات نقاش تم خلالها تقديم بعض النصائح والتوجيهات. هذا ما أقدمت عليه مؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية من تنظيم لدروس او حصص دعم تلفزية بالاضافة الى فتح أبواب المدرسة الافتراضية لاحتضان ابنائها على شبكة الانترنات أما فيما يخص نتائج تلاميذة باكالوريا 2004 بهذا المعهد فقد تم الى حد الآن رصد تحسّن واضح خلال الثلاثية الثانية مع تألق عديد التلاميذ وتميّزهم جميعا في امتحان الباكالوريا لمادة الرياضة البدنية وهذا ما يجعلنا نتوقّع نتائج أفضل في اختبارات الدورة الرئيسية لباكالوريا هذه السنة. * التلميذة جيهان: 4 آداب: الدراسة شيقة لكني لا أعرف لماذا لم احس بطول هذه السنة الدراسية رغم طول الدروس وكثرتها وقصر وقت المراجعة فالزمن يمر سريعا وبالنسبة الينا نحن تلامذة شعبة الاداب يعتبر برنامج الفلسفة والتاريخ والجغرافيا شديد الطول مقارنة بالوقت وبالقدرات التلمذية. إني الآن أسهر عل حسن التهيؤ النفسي للمراجعة كما أواظب على زيارة المكتبة العمومية اسبوعيا للاستفادة من بعض المراجع المتوفّرة أتمنى أن أدرس علم النفس لو اجتزت هذا الامتحان بنجاح كما ارجو التفوّق في دراستي اذ رغم التعب يظل الاجتهاد السبيل الوحيد للنجاح. * التلميذة منى: رابعة آداب: رافق، استعدادي لباكالوريا هذه السنة سهر طويل وتهيؤ نفسي وجسدي وذهني للمراجعة كما اضطررت مرّات عديدة الى البقاء بالمعهد والتخلّي عن العودة الى المنزل فيما بين منتصف النهار والساعة الثانية لاستغلال هذا الوقت بالمراجعة مع بعض الزملاء. هذه السنة لها طعمها ووزنها الخاص فلئن كانت متعبة ومضجرة فإنها كانت في نفس الوقت شيّقة وخفيفة. ومما أخافه هو الضغط النفسي المنجر عن الانكباب على المراجعة لذا انصح اصدقائي بتنظيم وتقسيم وقت المراجعة والترفيه عن النفس كلما سمح الوقت بذلك اذ يقول ص «روّحوا عن النفس ساعة بعد ساعة». واني أشير ايضا الى أن الاستعداد للامتحان مهمّة لا يضطلع بها التلميذ بمفرده بل تشاركه في ذلك أسرته التي عليها توفير الفضاء او المجال الملائم للمراجعة. أطمح الى مواصلة دراستي بكلية الصحافة وعلوم الاخبار وأتمنى ان تكون هذه السنة آخر سنة لي بهذا المعهد الذي لمست فيه حب الاساتذة لابنائهم التلاميذ وعطفهم عليهم. أخيرا أرجو النجاح لي ولكافة زملائي وأتمنى لي ولهم الالتحاق بمقاعد الجامعة. * شذى الحاج مبارك (معهد علي بورقيبة القلعة الكبرى)