تلقت الوحدات العسكرية الجزائرية المرابطة بالحدود الشرقية مع تونس في ولايات الطارف وسوق أهراس وتبسة والوادي تعليمات صارمة منذ يومين تأمر بمضاعفة اليقظة وتعزيز الحضور الأمني الذي يتزامن مع نشر كتائب إضافية من القوات المشتركة تحسبا للانتخابات التشريعية في تونس التي ستجري يوم 26 أكتوبر الجاري. ونفى مصدر أمني مأذون في اتصال مع "جريدة البلاد الجزائرية" ما روجته صحف تونسية ومواقع اخبارية تحدثت عن غلق مرقب للحدود مع تونس طيلة يومي الانتخابات مؤكدا أن "الجزائر ملتزمة بالتعاون الأمني والعسكري عالي المستوى مع الحكومة التونسية ولن تقدم على هذه الخطوة رغم أن الحدود المشتركة تشهد تحركات لخلايا إرهابية يجري ملاحقتها في إطار مخطط تنسيق محكم بين البلدين". وواصل نفس المصدر حسب ما اوردته الصحيفة الجزائرية أن "وحدات الجيش وحرس الحدود ومختلف الوحدات الأمنية المشتركة عززت انتشارها في المناطق الحدودية لتأمين الشريط الحدودي كما أن المعابر الحدودية تبقى مفتوحة في وجه الأشخاص والمسافرين وناقلي البضائع والخدمات في الاتجاهين". وحسب مصادر محلية متطابقة من الحدود الشرقية بالمعبر الحدودي أم الطبول، فإنه رغم كثافة التحليق المروحي المكثف لطائرات الاستطلاع و انتشار وحدات الجيش الوطني الشعبي للقيام بعمليات التمشيط والمراقبة الأمنية، فإن حركة الدخول والخروج للأجانب والجزائريين عبر المعبر لم تتأثر على الاطلاق و هي تسير بشكل طبيعي، وهو ما أكده أيضا عدد من التونسيين الذين التقتهم "جريدة البلاد" في بعض أسواق مدينة عنابة لشراء البضائع، حيث شدد هؤلاء عدم ملاحظتهم أي تعقيدات في المراقبة الأمنية للمسافرين على مقربة من الانتخابات التونسية، بل أوضحوا بأن الأمور تسير بشكل عادي على الحدود، مضيفين أن الجيش التونسي في الجهة المقابلة من الحدود الجزائرية يتواجد بكثافة، وهو ما يعني أن قوات الأمن التونسية تضرب أيضا طوقا أمنيا لمنع تسلل الإرهابيين التونسيين والحيلولة دون فرارهم نحو الحدود الجزائرية. وأوضح مصدر عسكري أن "التعزيزات الأمنية الجارية وضعت خصيصا لمحاصرة نشاط الجماعات الإرهابية ومعهم بارونات شبكات الجريمة المنظمة الذين يحاولون الاستثمار في هذه الظروف الإستثنائية الموسومة بتحولات سياسية لتنفيذ جرائمها، وأن المطلوب هو زيادة اليقظة على الحدود والحذر والاستعداد لصد أي عمل اجرامي، بتكثيف العتاد والتجهيزات العسكرية التي تمكّن أفراد الجيش من القيام بعملهم على أكمل وجه.