شدد وزير الصحة محمد صالح بن عماراليوم الجمعة في تصريح ل( وات ) بنابل على الحاجة الى اعتماد التمييز الايجابي من أجل تحقيق العدالة الصحية بين الجهات ولاسيما بالنسبة للنفاذ الى خدمات طب الاختصاص وفي مقدمتها طب القلب والشرايين مبرزا أن المناطق الساحلية تعد قاعة قسطرة لكل 200 الف ساكن بينما تصل النسبة الى قاعة لكل مليون ونصف ساكن في المناطق الداخلية. وأشار الوزير على هامش افتتاح أعمال المؤتمر الافريقي الخامس عشر لمعالجة امراض القلب والشرايين بالقسطرة في مدينة الحمامات أن بلوغ التغطية الصحية الشاملة يبقى من أبرز تحديات السياسة الصحية التونسية. وأعلن بالمناسبة أن 75 بالمائة من الامكانيات التي توفرت لوزارة الصحة قد وجهت خلال السنوات الثلاث الاخيرة بعد الثورة الى المناطق الداخلية مبرزا أن نتائج هذا التمشي لن تبرز الا بعد 5 أو 6 سنوات فضلا عن تواصل وجود عديد الصعوبات ومن أبرزها توفر اطباء الاختصاص والاستغلال الاجدى للامكانيات المتوفرة على مستوى استعمال المعدات وصيانتها0 وأكد ضرورة العمل على أن يبقى قطاع الصحة العمومية القطاع المرجع خاصة بالنسبة لامراض القلب والشرايين التي هي من أكثر الامراض انتشارا في تونس باعتبار ارتفاع معدل الاعمار وباعتبار تغير أنماط الحياة فضلا عن أن القطاع العام هو من يكون المختصين ويمكنهم من انجاز البحوث ومن تطوير الاحاطة بالمرضى. ودعا بن عمار الى ضرورة ايجاد توازن بين اعتماد الطرق الجديدة لعلاج امراض القلب والشرايين وتكلفتها العالية جدا تصل تكلفة بعض العمليات الجراحية الى 50 الف دينار اضافة الى ضرورة التوصل الى اتفاق بخصوص سقف موحد للتغطية بكل المناطق. وأشار الى أن تغطية أمراض القلب والشرايين في تونس هي تغطية متميزة حيث أن الدراسات تبين أن ما يخرج من جيب المريض لتغطية هذه الامراض لا يتجاوز 3 فاصل 8 بالمائة فقط من التكلفة بينما تصل النسبة الى 34 بالمائة بالنسبة لمصاريف امراض السكرى وضغط الدم وفق قوله مضيفا أن مؤشر تغطية أمراض القلب والشرايين من شأنه أن يسهل تجسيم مبدأ التغطية الشاملة. وشدد بالمناسبة على ضرورة اعطاء دفع حقيقي للعمل الوقائي من أمراض القلب والشرايين باعتباره المحور الرئيسي للتقليص من عدد الاصابات ولاسيما بالتشجيع على ممارسة الرياضة والاقلاع عن التدخين ومتابعة ضغط الدم والسكرى مبرزا أن العمل الوقائي لا يتحصل الا على قرابة 1 فاصل 3 بالمائة من الاعتمادات المرصودة للصحة بينما تصل هذه النسبة الى 40 و50 بالمائة في البلدان المتقدمة بحسب تأكيده. وتتناول الدورة 15 لهذا المؤتمر الافريقي البحثي التكويني الذي ينتظم بمشاركة 12 بلدا افريقيا بالإضافة الى الجزائر والمغرب ومصر جملة من المحاور من بينها بالخصوص تغيير الصمام الابهر بالقسطرة ودراسة خصائص ابيديميولوجيا أمراض القلب والشرايين في البلدان الافريقية وكيفية علاجها. ويتضمن برنامج التظاهرة التي يحضرها اكثر من 400 مختص من افريقيا ومحاضرين من عديد دول العالم حلقات تكوينية ونقاش حول حالات حقيقية من خلال مشاهدة عمليات جراحية يتم نقلها مباشرة لفائدة المشاركين في المؤتمر من واشنطن ومن صفاقس.