أفاد شهود عيان أن مناطق زوارة والعجيلات والزاوية، في غرب ليبيا، تتعرض لقصف جوي مستمر منذ صباح أمس الأربعاء، فيما لا تزال طائرات تحلق بشكل كثيف على معظم مناطق الغرب الليبي، وذلك ضمن حملة الجيش الوطني ضد الميليشيات. وكشف مسؤول عسكري أن مقاتلات سلاح الجو الليبي تمكنت خلال الثلاثة أيام الماضية من تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية التابعة للميليشيات، منها رتل من السيارات كان يحاول التسلل إلى أماكن قريبة من قاعدة الوطية العسكرية تمكنه من قصفها. وأوضح المصدر أن خطة الجيش تقتضي باستخدام سلاح الجو لتدمير آليات الميليشيات المتشددة في معسكراتها المعروفة أو في تمركزاتها "المستجدة" والتي تقوم الميليشيات بتغييرها دوريا مستخدمة مباني عامة مثل مباني المشاريع الزراعية أو السياحية. ومن جهة أخرى، كشف المصدر عن قرب توجيه ضربات جوية لمواقع المتشددين شرق العاصمة وتحديداً في الخمس وزليتن ومصراته بسبب ورود معلومات مؤكدة تفيد بنقل آليات وأسلحة ثقيلة إلى معسكرات في هذه المناطق. وعن العاصمة طرابلس، أعرب المصدر عن اعتقاده بأن معركة تحريرها لن تأخذ أكثر من شهر، متحدثاً عن "انهيارات تعصف بصفوف المتشددين". وفي هذا السياق، طالب المسؤول العسكري من شباب الأحياء التريث ومساعدة الجيش في تنفيذ خططه التي قال إنها محكمة ونتائجها ستكون سريعة. وكانت أحياء فشلوم والظهرة وزاوية الدهماني قد شهدت ليلة البارحة مواجهات بالأسلحة المتوسطة مع قوة تابعة ل"فجر ليبيا" سقط خلالها اثنان من شباب الأحياء وجرح ثلاثة، بسبب شهود عيان. وفي هذه الأثناء، تسعى شخصيات من المجلس البلدي للعاصمة، الذي يسطر عليه الإسلاميين، للتفاوض مع قيادات بهذه الأحياء لإثنائهم عن تأييد مساعي الجيش في تحرير العاصمة مقابل إطلاق سراح عدد من الشباب الذين اختطفوا قبل أيام من قبل الميليشيات. وتشهد العاصمة طرابلس منذ أيام ارتباكاً وتوتراً في مشهدها اليومي، إذ عادت طوابير السيارات أمام محطات الوقود، فيما سجل ارتفاع مشهود في أسعار المواد الأساسية، بالإضافة لانتشار مكثف لعناصر أمنية في الطرقات العامة ومنافذ المدن، قال شهود عيان إنهم يتبعون الميليشيات ولكنهم يظهرون بلباس شرطة المرور والحرس البلدي وألبسة تابعة لمديرية أمن المدينة.