نظرت الدائرة الجناحية بمحكمة بن عروس الابتدائية مؤخرا في قضية سرقة من داخل مدجنة تورط فيها كهل تمّ ضبطه متلبسا بتحميل صناديق الدجاج على متن شاحنة، فيما تحصّن شريكه بالفرار. وقد مثل المتهم موقوفا أمام هيئة المحكمة وبيّن خلال مساءلته، أنه وقع في «فخّ» نصبه له بدهاء كبير المظنون فيه الفارّ، ولسوء حظه وقع فيه ثم روى تفاصيل الواقعة. كان المتهم ينتظر الحرفاء في موقف شاحنات النقل حين أقدم عليه أحدهم وطلب منه التنقل معه الى مدجنة تقع بجهة بومهل لتحميل عدد من صناديق الدجاج ثم نقلها نحو جهة لاكانيا. أتقن الحريف لعب دور المستعجل في أمره، وبرع في تصوير الظروف والملابسات التي نتجت عن العطب الذي تعرضت له شاحنته مما جعل مصالحه عرضة للتضرّر (امكانية تلف البضاعة وغلق المحل وغيرها)، فاستجاب صاحب الشاحنة وسارع الى مرافقة الحريف دون أن يناقش معه معلوم الكراء ودون أن يطلع على هويته. بلغ المتهم وحريفه مقصدهما، وتوقفا في الطريق الرئيسية على مقربة من المدجنة، وباشر «الحريف» نقل صناديق الدجاج فيما اضطلع صاحب الشاحنة بمهمة رصفها، وتابعا معا العملية الى حين قدوم صاحب المدجنة على متن سيارته. كانت الشاحنة «تعطّل» دخول السيارة الى المدجنة فقام المتهم بكل تلقائية بتوجيه السائق وساعده على الانعطاف والمرور الى الداخل، وبعد الانتهاء من العملية ترجّل صاحب السيارة وسأل «المتهم» عن سبب وجوده أمام المدجنة فأجاب أنه يحمّل البضاعة فارتمى عليه المتضرّر وأمسكه به وقام بإبلاغ مصالح الأمن. وفي الأثناء، جال صاحب الشاحنة بنظره باحثا عن حريفه وهو يحاول تبرير موقفه لصاحب المدجنة، لكنه لم يعثر له على أثر فأيقن أنه هرب وتركه يتخبّط في ورطته وقد ساند المحامي منوبه وأشار الى أن المتهم الماثل أمام العدالة هو في الأصل ضحية المتهم الرئيسي الفارّ وطالب على هذا الأساس بتبرئة ساحة منوبه، فقضت المحكمة بتأجيل القضية إلى جلسة لاحقة.