كشفت تقارير استخبارات جزائرية أن أقل من 1000 كلم فقط تفصل عناصر مسلحين تابعين للتنظيم الإرهابي "داعش"، عن الحدود الجنوبية الشرقية للجزائر، وقال مصدر أمني مسؤول ل"الخبر" الجزائرية، إن "المشكلة في الجزائر تكمن في أن مسافة ليست طويلة أصبحت تفصل الحدود الجزائرية عن الكتائب المسلحة التابعة للتنظيم الإرهابي، هي عبارة عن صحراء مفتوحة يمكن بسهولة شديدة عبورها. كما أن كل هذه الأراضي تكاد تخلو تقريبا من قوات نظامية قادرة على صد أي محاولة من الجماعات الإرهابية للتقدم". وقد دفعت الوضعية الجديدة قيادة الجيش لاستنفار القوات البرية والجوية على الحدود مع ليبيا، وتكثيف عمليات الاستطلاع البري والجوي. وغيرت قيادة الجيش والقوات التي تعمل تحت إشرافها، وهي سلاح الدرك الوطني وحرس الحدود، من قواعد الاشتباك على الحدود، حيث تقرر تجهيز القوات الموجودة على الحدود بكل اللوازم والمعدات القتالية لمواجهة أي طارئ. وأضاف المصدر الأمني إن قواعد الاشتباك تتغير باستمرار في الجيوش، ويعني تغيير قواعد الاشتباك أن الجيش على استعداد لإطلاق النار في أي حالة اشتباه على الحدود. وشملت الإجراءات الأمنية الجديدة التدقيق في كل حالات الدخول عبر الحدود الجزائرية الليبية، خوفا من أية عملية تسلل، وشملت إجراءات الأمن المشددة الجديدة تكثيف عمليات مراقبة عمق الصحراء المتاخمة للحدود الليبية إلى غاية 100 كلم في عمق الأراضي الجزائرية وذكر المصدر أن قيادة الجيش استنفرت أكثر من 50 ألف عسكري ودركي على الحدود مع ليبيا، بعد سيطرة جماعات مسلحة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية على مدينة سرت الليبية، وتقرر في هذا الصدد رفع درجة التأهب إلى أقصى مستوى، وكانت قيادة الجيش قد جهزت في ديسمبر 2014 الحدود الجنوبية الشرقية التي تفصل الجزائر عن الجارة ليبيا، بمدافع وأسلحة ثقيلة ودبابات، كما عمدت إلى تحصين مراكز المراقبة المتقدمة لمنع تعرضها لهجمات انتحارية.