توفق رجال فرقة البحث والتفتيش للحرس الوطني ببن عروس في حلّ لغز رافق هروب سائق شاحنة من دورية مرورية، وتوصلوا الى اكتشاف عملية تهريب كمية كبيرة من حبوب القهوة. وقد جاء في مجرى أحداث الواقعة أن أعوان المرور، كانوا يسهرون على سلامة الطريق بجهة بئر الباي، فأشاروا على سائق شاحنة خفيفة (شاب في الثلاثين من العمر) بالتوقف، فامتثل وطالبوه بوثائق السيارة فأمدّهم بها.. وحين تنحّى عون الأمن الذي باشر العملية قليلا، عمد السائق الى تشغيل محرّك السيارة وداس على محوّل البنزين فانطلق هاربا بسرعة جنونية، فيما تابعته عيون الأعوان في ذهول وهم يبحثون عن تفسير معقول لتصرفه. امتثال ثم هروب! قام الأعوان باعلام مختلف الوحدات المرورية عبر اجهزة اتصالاتهم وأمدّوا زملاءهم بأوصاف الشاحنة المشبوهة وبهوية سائقها، استنادا الى الوثائق التي خلّفها وراءه، وما كاد الاعوان ينتهون من الاجراءات حتى عادت الشاحنة وتوقفت، ثم ترجل سائقها نحو الأعوان وبدأ بالاعتذار عن رحيله المفاجئ، وسارع الأعوان بتفقد الشاحنة فاكتشفوا أن حمولتها التي لاحظوها خلال توقفها بثوان قليلة قبل الهروب قد أفرغت منها، فسألوا السائق عن مصيرها وعن طبيعتها فأجاب بأنه كان يحمل طنا من «العدس» اشتراه من الأسواق وقد خاف من حجز بضاعته لأنه لم يكن يملك فواتير تثبت مصدرها لذلك خيّر «الاطمئنان» عليها وبعد أن فعل، ها هو قد عاد معتذرا وأعرب عن حسن نيته بأن أخرج من جيبه مبلغا ماليا حاول تسليمه للأعوان لاشتراء صمتهم. استعاض عن القهوة بالعدس لم يتردد الأعوان لحظة في ايقاف المظنون فيه وسارعوا بإعلام فرقة البحث والتفتيش للحرس الوطني ببن عروس فتحول أعوانها الى مكان الواقعة وباشروا عمليات التحري التي كشفت أن المظنون فيه استعاض عن القهوة بالعدس ووجدوا بعض حبّات القهوة في الصندوق الخلفي للشاحنة وبالتالي واجه المحققون المشبوه فيه بالقرائن والأدلة فانهار واعترف أنه فعلا يحمل في شاحنته 1000 كيلوغرام من القهوة اشتراها من أسواق القيروان وبن قردان رغم أنه يعلم مسبقا أن مادة القهوة تخضع لتراخيص من سلطة الاشراف، كما رافق المتهم أعوان الأمن الى منزل يقع في الدائرة المتاخمة لمنطقة جبل بوقرنين بئر الباي حيث عثروا على البضاعة، المهربة فاحتجزوها وعادوا الى موقعهم فحرّروا محضرا من أجل ترويج بضاعة خاضعة لقاعدة اثبات المصدر، وحجزوا وسيلة النقل وبالاضافة الى ذلك علقت بالمظنون فيه تهمتا الفرار ومحاولة الارتشاء.