تونس-الشروق اون لاين - نجوى الحيدري "حكايات تونسية" عنوان او كلمات قد توحي لنا منذ الوهلة الأولى بحكايات من تونس التاريخ و الأصالة و التراث و المدينة العتيقة و الأحياء الراقية .... تونس الحضارة و التطور و التماسك الأسري و المرأة الكادحة و المناضلة و المرأة العصرية و المثقفة و المتعلمة و المرأة الجريئة و الخجولة و الطموحة و المثابرة و القيادية التي تجدها في جل المناصب و في مقدمة المعارك .... فبمجرد سماع حكايات تونسية يتبادر الى أذهاننا ايضا الرجل الشهم صاحب المبادئ و القيم الرجل المتطور و المتحضر و الغيور على زوجته و الصادق و المحب لأسرته يقدر المرأة و يحميها و يعشق أخلاقها و فكرها قبل ان يفتن بجمالها و يصون عرضها...هذا وجه بسيط من الحكايات التونسية الحقيقية التي عشناها داخل أسرنا مع آبائنا و أمهاتنا و في جامعاتنا و في عملنا و في جزء كبير من مجتمعنا و البقية ظواهر تحفظ و لايقاس عليها... لكن "حكايات تونسية" التي أخرجتها و كتبتها ندى المازني حفيظ لتعرض كمسلسل درامي للمشاهد التونسي خلال شهر رمضان تجاوزت كل الخطوط الحمراء و وضعت العائلة التونسية و المرأة خصوصا في مرتبة دونية و ان كان هذا التصور هو فعلا من الواقع فهو من المؤكد ايضا انه جزء صغير من هذا الواقع و كان على المخرجة ان تحقق التوازن في عملها و ان تبرز الجانبين منه لا ان تحصر المرأة في الخائنة و الزانية و الكاذبة و المتسلقة و التي تفرط في كل شيء من اجل الحصول على غاياتها.... فهذا العمل يُعطي صورة متدنية وقاتمة عن المجتمع التونسي و يُصوره على أساس أنّه منغمس في الدعارة والخيانة الزوجية والمخدرات ومحلات الخناء و التسيب و بعيدا عن الجانب الأخلاقي بآختصار "حكايات تونسية" خال و فارغ من كل حكاية و لهذه الأسباب لقي مسلسل حكايات تونسية الذي يبث على قناة الحوار التونسي رفضا كبيرا من عدد من النساء فنانات كنا ا و مثقفات او ربات بيوت و غيرهن عبرن على موقع التواصل الإجتماعي بصوت واحد " حكايات تونسية لا تمثلنا" .