أخلت قوات الأمن اللبناني، مدعومة بالجيش، ساحتي الصلح والشهداء وسط العاصمة بيروت، من المتظاهرين بعد اعتقال عدد منهم بحسب مصادر إعلامية نقلا عن مسؤولين أمنيين. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، كما أفادت مصادر طبية بإصابة نحو سبعين شخصا في المواجهات بينهم أكثر من ثلاثين من عناصر الأمن بعضهم في حالة خطيرة. ويأتي ذلك في وقت نفت فيه المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان نبأ عن وفاة شخص برصاص مجهولين خلال الاحتجاجات. من جانبها أجلت حملة "طلعت ريحتكم" اعتصامها المقرر مساء اليوم متهمة عناصر وصفتها بالمندسة باقتحام التظاهرات السلمية وافتعال أعمال الشغب. يشار إلى أن التظاهرات كانت قد انطلقت السبت الماضي تلبية لاحتجاجات منظمات مدنية تنادي بحل مشكلة النفايات المتكدسة، لكنها تطورت لاشتباكات مع قوى الأمن ودعوات لاستقالة رئيس الحكومة تمام سلام. وبهدوء معاكس لما شهدته ليلة الاحتجاج الأولى، بدأت فعاليات التظاهر للمطالبة بإسقاط الحكومة. وتشكل ستة تجمعات، هذا الحراك الذي بدأ للمطالبة بإيجاد حل لملف تراكم النفايات، لكن سقف مطالبه ارتفع إلى إسقاط الحكومة بعد عنف قوى الأمن مع المتظاهرين. ولم يكن لكلمة رئيس الحكومة، أي صدى إيجابي، حيث بدأت مظاهرة السادسة مساء بآلاف الحشود، وما هي إلا ساعة أو أكثر لتنقسم المظاهرة بين من انتقل إلى ساحة الشهداء يقول إنه يريد للمظاهرة أن تبقى سلمية وبين من بقي لمواجهة الأمن فيما نقل الجرحى إلى المستشفيات.