نظرت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقابس مؤخرا في ملف قضية محاولة قتل نفس بشرية عمدا تورط فيها شاب في العقد الثالث من العمر وقد مثل امام هيئة المحكمة بحالة ايقاف. وجاء في ملف القضية من خلال الابحاث المجراة من طرف اعوان الحرس الوطني بسوق الأحد أن المتضرر وهو مدير معهد ثانوي كان ليلة الواقعة من شهر جويلية 2003 عائدا الى منزله في منطقة فطناسة من معتمدية سوق الاحد وقبل وصوله تعرض فجأة الى طعنة من الخلف في الجهة اليسرى بآلة حالة فصاح قبل أن يغمى عليه. وقد سارع بعض الجيران بنقله الى المستشفى الجهوي بقبلي اين نجح الاطباء في انقاذ حياته بعد اخضاعه الى عدة عمليات دقيقة مع ابقائه في العناية المركزة وقد تم اعلام النيابة العمومية بالحادثة فأصدرت إنابة عدلية لأعوان الحرس الوطني تولوا بمقتضاها ايقاف المتهم وعند استجوابه انكر تهمة الاعتداء وذكر انه تخاصم مع المتضرر وتشابك معه بالأيدي وقد تدخل خاله وفض الخلاف بينهما وعاد الى منزله ولم يخرج منه الا عندما سمع الضجيج وخبر الحادثة لكن انكاره لم يمنع من تقديمه الى قاضي التحقيق بقبلي الذي أصدر ضده بطاقة ايداع في السجن وبعد عرض المتضرر على الفحص الطبي وختم الابحاث واحالة الملف على الدائرة الجنائية لمقاضاته بتهمة محاولة قتل نفس بشرية عمدا وعند مثوله امامها وعند استنطاقه انكر التهمة الموجهة اليه من جديد وتمسك بتصريحاته المسجلة عليه لدى باحث البداية وقلم التحقيق طالبا البراءة وقد سانده محاميه في ذلك بعد مرافعة مطولة وضح فيها عدم اعتداء منوبه على المتضرر والتمس فيها الحكم بعدم سماع الدعوى اما المتضرر فقد حضر وصرح لهيئة المحكمة بأنه لم يعرف من طعنه خاصة وأن الاعتداء تم من الخلف وأكد انه قبل رجوعه الى منزله دار خلاف بينه وبين المتهم وقد طلبت النيابة العمومية المحاكمة طبق الاحالة. وبعد المفاوضة القانونية قضت هيئة المحكمة بثبوت ادانة المتهم وسجنه مدة 8 سنوات وتغريمه بمبلغ 7 آلاف دينار لفائدة المتضرر نتيجة العجز الحاصل له وحمل المصاريف القانونية عليه.