أكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أن تحول النموذج التونسي الى مصدر الهام فعلي للشعوب الطامحة للتحرر من الاستبداد يطرح على مجموعة العالم الحر واجبا أخلاقيا مداره دعم هذا النموذج وتحصينه لأن في ذلك مصلحة التونسيين أولا والمنطقة والعالم ثانيا. وعبر رئيس الجمهورية في كلمة له اليوم الاربعاء أمام برلمان مملكة السويد حيث شرع في زيارة دولة تتواصل ثلاثة أيام عن تطلع تونس لدعم قوى من شركائها وفي طليعتهم المملكة السويدية لإعادة الثقة الى المستثمرين والمانحين الدوليين. واعتبر أن من شأن هذا الدعم أن يساهم في تعزيز دعائم الديمقراطية ومناخ الاستقرار في البلاد باعتبار أن الاستثمار في تونس هو تثبيت للقيم الديمقراطية ودعامة هامة لاستقرار الاوضاع في تونس وفي المنطقة كلها. وبعد أن ثمن تزامن زيارته الى ستوكهولم مع حدث تاريخي مميز كان للسويد دور أساسي في تحقيقه الا وهو اسناد جائزة نوبل للسلام للرباعي الراعي للحوار الوطني أكد قائد السبسي أن دعوته لمخاطبة ممثلي الشعب السويدي يعد تكريما لتونس ولما حققه شعبها خلال السنوات الاخيرة من انجازات في سبيل ارساء نموذج ديمقراطي يستمد مقوماته الاساسية من الانخراط في القيم الكونية والتشبث بالحرية ومبادى حقوق الانسان. وأكد أن تونس التي تعول في رفع ما تواجهه من تحديات على امكانياتها وطاقاتها والمزايا التفاضلية لاقتصادها مؤهلة اليوم لأن تكون منصة حقيقية للاستثمارات والصادرات السويدية الى المنطقتين العربية والافريقية. وعبر رئيس الجمهورية في هذا السياق عن التطلع الى أن ترافق السويد جهود تونس الاصلاحية بإعادة ادراج تونس بصفة استثنائية ضمن البلدان المستفيدة من المساعدة من أجل التنمية ومنحها مجددا تمويلات بشروط تفاضلية ميسرة. ولاحظ أن تونس اصطدمت كغيرها من الدول التي شهدت فترات انتقالية بكم هائل من التحديات الاجتماعية والاقتصادية في طليعتها البطالة الخانقة لعدد هام من الشبان وضرورة تدارك الحيف الذي طال الجهات الداخلية والاستجابة لمطالبها المشروعة في التنمية والتشغيل وازدادت وطأة هذه التحديات بتفاقم الارهاب والعنف والتطرف. وشدد الباجي قائد السبسي في هذا المضمار على أن تونس عازمة بدعم من أصدقائها وشركائها على احباط مشروع الجماعات الارهابية الرامي الى تقويض سلطة الدولة ونشر الفوضى مؤكدا أن المحاولات اليائسة لهذه الجماعات على غرار عمليتي متحف باردو وسوسة الارهابيتين لن تزيد تونس الا تصميما على التصدي لهذه الظاهرة واقتلاع أسبابها. وكان رئيس البرلمان السويدي اربن الين عبر في كلمة له قبل ذلك عن تهانيه لتونس بمناسبة احراز الرباعي الراعي للحوار الوطني جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 وأكد أن بلاده مقرة العزم على مواصلة دعم تونس في مسارها الانتقالي الديمقراطي الذي حققت فيه تقدما ايجابيا وتعزيز جهودها في المجال الاقتصادي بما يرسخ عوامل الامن والاستقرار.