أوقف رجال الامن مؤخرا شيخا في أحد أرياف سبيطلة للاشتباه في اقدامه على قتل ابنته ضربا بهراوة. وعلمنا ان الشيخ الذي تجاوز عتبة السبعين لم يحاول الانكار أثناء استجوابه بل اعترف بمسؤوليته كاملة وبررها بالدفاع الشرعي عن النفس وأوضح ان ابنته وهي فتاة عزباء وتبلغ من العمر سنة بادرت بضربه واستدل على قوله بجرح في وجهه فأمسك حسب روايته هراوة وهوى بها على رأس ابنته فأسقطها أرضا. ويبدو في انتظار نتيجة التشريح ان الضربة كانت قاتلة وان الوفاة حصلت على الفور. وكان أحد المارة في طريقه الى السوق الأسبوعية لما شاهد الشيخ يجر جثة ابنته من شعرها فاستدعى الجيران الذين أسرعوا الى مكان الواقعة ووقفوا على وفاة الضحية قبل ان يتصلوا برجال الامن. وحسب ما جمعناه من معلومات فإن الشيخ أنجب أربعة أبناء (ولدان وبنتان) وبعد وفاة زوجته منذ حوالي سنة تفرق جل أبنائه بموجب الزواج والعمل وبقيت الهالكة متفرغة لرعياته (وقد يكون ذلك سببا في امتداد عزوبيتها). وكان الشيخ المعروف بغلظته وشدة طبعه حاول منذ سنة قتل فلذة كبده حرقا اذ سكب على جسدها مادة حارقة وأضرم فيه النار لكن الجيران تدخلوا في الوقت المناسب وأنقذوها من الموت. فظلت رغم ذلك تساكنه حتى حصل هلاكها مؤخرا. وقد تم الاذن بإحالة جثتها على مركز الطب الشرعي فيما تم الاحتفاظ بالشيخ لاستجوابه واستنطاقه والوصول الى الحقيقة كاملة.