بغداد واشنطنلندن (وكالات) أعلن مجلس الحكم الانتقالي أمس أنه حسم مهمة اسناد مهمة رئاسة الحكومة الجديدة الى «الشيعي» إياد علاوي وهو الامر الذي أثار «استغراب» بعض الصحف البريطانية التي اتهمته بالتعاون مع المخابرات البريطانية وبتسريب معلومات حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة قبل الحرب على العراق... وفيما لا يزال منصب رئيس البلاد محل تنافس بين غازي عجيل الياور (سني) وعدنان الباجه جي (سني) تلقت الاوساط الدولية بحذر كبير ملامح الحكومة العراقية القادمة. وقال مجلس الحكم الانتقالي مساء أمس الاول انه اختار إياد علاوي لمنصب رئيس للحكومة العراقية المقبلة. يشار الى ان علاوي هو شيعي وبعثي سابق في الثامنة والخمسين من العمر. **تعيين... أمريكي وأوضح نصير الجادرجي، عضو مجلس الحكم الانتقالي في تصريحات له امس ان المجلس حسم نهائيا اسناد مهمة رئاسة الحكومة الجديدة الى إياد علاوي. وأضاف إن تشكيلة الحكومة العراقية المقبلة التي يفترض ان يتم الاعلان عنها اليوم برئاسة إياد علاوي ستتسلم مهامها لتسيير امور البلاد حتى موفى العام الحالي، موعد بدء الانتخابات وبخصوص مهمة رئاسة البلاد اشار الجادرجي إلى أن الترشيحات بشأن هذا المنصب لا تزال محصورة بين شخصين من أعضاء مجلس الحكم... لكنه لم يفصح عن اسميهما. غير أن العضو الكردي في مجلس الحكم محمود عثمان قال إن منصب رئيس للبلاد لا يزال محلّ تنافس بين غازي عجيل الياور وعدنان الباجي جي. وقد نفى مجلس الحكم مساء أمس احتمال تولي الباجه جي هذا المنصب. ورجح محمود عثمان احتمال ان يتم ترشيح الياور لهذا المنصب الذي يعتبر أقل اهمية من منصب رئيس الحكومة. وأضاف «أتوقع ان يتخذ القرار النهائي في وقت قريب... لكنه لفت الى أن هذا التعيين يجب أن يحظى بموافقة رسمية من المبعوث الخاص الى العراق الاخضر الابراهيمي والحاكم المدني الامريكي بالعراق بول بريمر. وقال مسؤول عراقي أمس ان بريمر «وضع» الابراهيمي امام الامر الواقع بخصوص تشكيلة الحكومة العراقية القادمة. وكشف المسؤول ان بريمر كان قد طلب من اعضاء المجلس اختيار علاوي في منصب رئاسة الحكومة القادمة حتما... لكن تعيين علاوي في هذه المهمة شكل «مفاجأة كبيرة» لدى الأوساط الدولية أمس وخصوصا الأممالمتحدة التي لم تخف استغرابها من طريقة هذا الترشيح. وأعلن المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة فريد ايكهارد امس أنه فوجئ بهذا القرار فيما أبدى الابرهيمي احترامه فقط لهذا الترشيح. وأوضح إيكهارد أن هذا القرار لا يتلاءم مع ما كان مقرّرا في عملية اختيار الحكومة المؤقتة مشيرا الى انه لم يكن يعتقد ان الأمر سيحصل بهذه الطريقة. **«رجل» أمريكا في العراقوتحدثت بعض الصحف البريطانية والامريكية أمس من جهتها «باسهاب» عن قرار تعيين علاوي في منصب رئاسة الحكومة العراقية المقبلة. وذهبت صحيفة «نيويورك تايمز» الى حد القول بأن اختيار امريكا لعلاوي يعكس رغبة واشنطن في تكريس نفوذها على العراقيين وعلى عراق ما بعد الثلاثين من جوان القادم. وقالت الصحيفة في تعليق لها في هذا الصدد «إنه في اعقاب تحولها الى الاممالمتحدة لانقاذ جهدها الفاشل والمتعثر لتشكيل الحكومة الجديدة على هواها في بغداد... انتهت الولاياتالمتحدة أمس الاول الى اختيار رئيس وزراء من المؤكد أن ينظر اليه على أنه مرشح امريكا وليس من اختيار الأممالمتحدة او العراقيين انفسهم. وأوضحت أن الرجل الذي اختير ليكون رئيسا للوزراء هو اياد علاوي الامين العام للاتفاق الوطني العراقي، أي الجماعة العراقية التي كانت تعيش في المنفى وتتلقى دعما ماليا من وكالة المخابرات المركزية «السي اي ايه». وقالت الصيحفة انه من المؤكد ان تصبح علاقات علاوي الوثيقة بالمخابرات الامريكية وارتباطاته بالولاياتالمتحدة قضية مثيرة للجدل بعد أن أصبح الرأي العام معاديا للامريكيين بشكل شامل. ولفتت الصحف البريطانية الى هذه النقطة مشيرة بالخصوص الى ان علاوي كان وراء تسريب معلومات استخبارية اشارت في وقت سابق من العام الماضي الى ان نظام صدّام قد يشن حربا بأسلحة الدمار الشامل على أي مدينة بريطانية في غضون 45 دقيقة وهي معلومات ثبت زيفها في ما بعد. وتحدثت بعض الصحف ايضا عن علاقة علاوي مع جهاز المخابرات الاردني ووكالة المخابرات الامريكية. وأعربت معظم الصحف البريطانية عن قناعتها بأنه لا الجلبي ولا علاوي لهما شعبية مرموقة في الشارع العراقي.